+ -

استمتعت بخطاب أويحيى أمام البرلمان وهو يقدم مخطط عمل الحكومة للنواب.. إلى درجة أنني أحسست بنشاط قرحتي المعدية، فرحت ابتلع حفنة من المهدئات.. وانتابتني هستيريا اختلط فيها البكاء بالضحك!أويحيى رغم أنه يضع نظارات رؤية، إلا أنه يبدو أنه لا يرى شيئا في الطريق التي يتجه بنا عبرها! فهل يعقل أن يقول الوزير الأول إن البلاد ستخرج من الأزمة المالية بعد 5 سنوات؟! هل يقصد أويحيى أنه سيبقى على رأس الحكومة خمس سنوات أخرى لا تنتج فيها الحكومة شيئا كالعادة، غير الأوراق النقدية التي تنتجها مطابع البنك المركزي! والحمد لله.. الحكومة أنجزت لنا الأزمة في 18 سنة وتنجز الحل في 5 سنوات.أولا: عندما أنهيت الاستماع إلى خطاب أويحيى أمام البرلمان، تمنيت أن يدعو علماء ومشايخ الجزائر إلى إقامة صلاة الخلاص... لأن تدخل خالق السماوات هو وحده القادر على إنقاذ البلاد مما هي فيه وما يخطط لها! فأزمة الحكم أعقد وأخطر من أزمة الجفاف... فلماذا نصلي صلاة الاستسقاء ولا نصلي صلاة الخلاص!ثانيا: السيرك الضاحك الذي نظمه البرلمان لدراسة مخطط عمل الحكومة، كانت أبهى صورة فيه هي وجود عدد الوزراء في القاعة أكثر من عدد النواب!ومعنى هذا الكلام أن أويحيى لم يقنع حتى نواب الشعب المزورين بالانتخابات المزورة... والمصيبة أن حزب أويحيى أعطى تعليمات لنواب حزبه بضرورة التواجد في البرلمان وهو ما لم يحصل! أي أن أويحيى لم يسيطر حتى على حزبه ولم يقنع نوابه. والمضحكة الثانية هي أن جل التدخلات كانت ثناء على الرئيس بوتفليقة لأنه اختار أويحيى وزيرا أول! وكان أويحيى على حق حين كان دائم الكلام مع الوزراء الذين بجانبه.. لأن الكلام الذي كان يقال في التدخلات لا يستحق أن يسمع إليه حتى المكتب السياسي لجبهة التحرير!ثالثا: كاميرا التلفزة الحكومية كانت تنقل لنا شيئا من الأمانة عن القاعة وهي فارغة، وتنقل لنا العديد من المتدخلات وهن يتحدثن في برلمان للأمة كأنهن يتحدثن من مقر جمعية الأمهات العازبات؟!ونقلت لنا الكاميرا أيضا صورا لبعض الرجال يقال أنهم من النواب... هم أقرب إلى “بلطجية” منهم إلى نواب! إضافة إلى العديد من الشيوخ الذين يبدو أنهم هربوا للغسّال من مصالح حفظ الجثث في المستشفيات؟!يبدو أن هذا النظام أصبح لا يرى نفسه في المرآة، وعلينا أن نقبله كما هو، على أنه قدرنا المحتوم مثله مثل الزلازل والكوارث الطبيعية.. لابد أن يبكي الإنسان دما عندما يسمع بأن الوزير الأول يريد إخراج البلاد من الأزمة المالية في ظرف 5 سنوات من العمل الجاد في تشغيل مطابع إنتاج الأوراق النقدية ليس إلا؟!

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات