+ -

شيء يدمي القلب هذا الذي يحدث للقافلة الجزائرية لإغاثة قطاع غزة في معبر رفح المصري.. حيث بقيت القافلة قرابة الشهر وهي تنتظر الإذن من المصريين للدخول إلى غزة بما تحمله من مساعدة للفلسطينيين في غزة..أولا: القافلة لا تحمل صواريخ عابرة للقارات تهدد أمن مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، بل تحمل “شميعات” (سيبوزيطوار) لمعالجة أطفال غزة من الحمى الناتجة عن سوء التغذية وسوء الرعاية الصحية، ولا تحمل القافلة أيضا “TNT” لتفجير الأوضاع في إسرائيل وفي سيناء وفي السلطة الفلسطينية! بل تحمل “الروينة” والفارينة! وليس بينها دبابات بل سيارات إسعاف! فلماذا إذن يوقف الأشقاء في مصر هذه القافلة عن مواصلة طريقها إلى غزة؟!الجواب عند المصريين والسلطة الفلسطينية وعند إسرائيل طبعا؟!ثانيا: هذا التصرف المصري مع القافلة يعكس احتقار المصريين للدبلوماسية الجزائرية من جهة، كما يعكس أيضا سوء التسيير والتدبير السياسي والدبلوماسي في العلاقات الجزائرية المصرية! قضية كهذه تبقى مدة شهر ولا تحل، تطرح تساؤلا جوهريا عن جدوى وجود سفير جزائري في القاهرة، وعن جدوى وجود السفير المصري بالجزائر؟! بل عن جدوى وجود سفير فلسطيني في الجزائر ووجود الجزائر في الجامعة العربية!ثالثا: إذا كانت القافلة مشبوهة إلى هذا الحد، فلماذا سمحت السلطات الجزائرية بانطلاقتها من الجزائر أصلا؟! هل الجزائر أصبحت تشجع الإرهاب ضد إسرائيل والشقيقة مصر؟! وفي هذه الحالة، لماذا لا يفرض الحصار على الجزائر أيضا مثلما فرض على قطر بحجة تدعيم الإرهاب؟! لم نكن نعرف أبدا أن الجزائر، التي تقول عن نفسها، أنها رائدة في مكافحة الإرهاب، يمكن أن تنطلق منها قوافل الإرهاب التي تهدد أمن مصر الشقيقة... وتعرف ذلك مصر عند معبر رفح ولا تعرفه الجزائر الرائدة في مكافحة الإرهاب!رابعا: سمعت من أحد قادة هذه القافلة، أن الأمر لا يتعلق بحكاية التوجس المصري من دعم هؤلاء للإرهاب في غزة، لأن القافلة متجهة أساسا إلى الهلال الأحمر الفلسطيني الذي تتعامل معه مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، خاصة وأن القافلة تضم مواد طبية وسيارات إسعاف بقيمة 5 ملايين دولار... وأن الأمر قد اتفق فيه مسبقا مع السلطات المصرية، فماذا حدث حتى ينقلب الأمر؟! وقد يعمد أصحاب القافلة إلى إعادة تسييرها نحو الروهينغا في بنغلاديش، هذا إذا سمح المصريون بمرورها عبر قناة سويس، ولم يعتبروا المساعدة مواد ممنوعة! وإذا كان هذا يحدث في العلاقات المصرية الجزائرية، فماذا بقي يربطنا بالعرب ككل والمصريين بصفة خاصة! ولماذا تسكت الدبلوماسية الجزائرية عن إهانة جزء من الشعب الجزائري الذي تبرع بهذه المساعدات حتى ولو كانوا من المعارضة؟[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات