+ -

الانتخابات البلدية والولائية أصبحت تتحكم فيها الشكارة أكثر من غيرها من الانتخابات الأخرى... بورصة “المير” أصبحت ساخنة والمزاد شغال! وقد وصل الأمر إلى حد دفع الأموال من أجل منع الترشح وليس دفع الأموال للترشح.. لأن “المير القافز” هو “المير” الذي يمنع خصومه من الترشح، وليس النجاح أو منافسته على “التميارة”..!مبالغ خيالية تدفع للذين بيدهم مصير الملفات، سواء على مستوى الحزب أو على مستوى الإدارة، لمنع الناس من الترشح، لأن أي مترشح يمثل خطرا على “المير القافز”، تلفق له تهمة خطر على الأمن العام ويمنع من الترشح!حكاية العروشية والدوارية وغيرها من الروابط التي كانت تشكل خطرا على السير العادي للانتخابات المحلية، تراجعت الآن أمام خطر آخر داهم وهو الشكارة! فأصبحت الفلوس هي القوة السياسية الأولى في البلاد.. وتليها الجهوية والعشائرية، وتأتي حكاية التحزب في ذيل اهتمامات المواطنين!المترشحون بالشكارة أصبحوا يوزعون الاستفادات على من يمولهم بالأموال حتى قبل أن تتم عملية الانتخاب... وبعض “الميارة” الذين هم على أس البلديات الآن يوزعون الاستفادات قبل انتخابهم وقبل تنصيبهم، ومعي الآن عقد استفادة لصالح شخص معين من إحدى بلديات أدرار لا ينقصها إلا وضع الاسم والتاريخ وتصبح سارية المفعول؟!الفساد الذي يجتاح البلاد كـ«تسونامي” عاصف، أصبح لا يمس المال العام فقط، بل أصبح يضرب حتى أسس الدولة في العمق، حين يلغي هذا الفساد حتى الشكل البائس لعمل الإدارة؟!الآن كل الناس يقولون إن الانتخابات البلدية التي يحضّر لها ستكون في نتائجها أسوأ من التعيينات التي جاءت بها الإدارة في بداية التسعينات عبر حكاية “الداك”! وسيكون “ميارة” هذه العهدة أسوأ من المفوضيات البلدية التي عيّنتهم الإدارة مكان منتخبي الفيس سابقا!وعليه، ستشهد البلاد فصلا جديدا من التطور في موضوع الفساد يتجاوز الفساد الذي تمارسه الولايات والدوائر باسم الدولة!منع انتخاب رؤساء بلديات بشفافية وبعيدا عن الفساد والإفساد للانتخابات معناه تطوير الفساد وحمايته كي ينمو ويتعاظم أكثر.الشعار المرفوع اليوم لدى الأحزاب المتعالفة، “مير” فاسد ومرتش هو الوسيلة الوحيدة للتحكم في تعاونه معنا...

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات