+ -

الحكومة أصبحت تطبق سياسة ذلك المواطن الجزائري التعبان، الذي عندما يفلس يقول لزوجته “تذكري يا مخلوقة من لنا عنده دين”!“المخلوقة” الحكومة الآن تتذكر من لها دين في عنقه... فوجدت أن جماعة السكن بمختلف أنواعه فيه ما يمكن أن تعتبره الحكومة دينا لها في رقبة المواطنين... فأعادت النظر في السكن التساهمي، وأعادت النظر في أسعاره، وأعادت النظر في سكن “عدل” وأعادت النظر في أسعاره... وهي الآن بصدد إعادة النظر في أسعار السكن الريفي... وأسعار السكن الاجتماعي في صيغ التنازل عنه.«المخلوقة” الحكومة، مع الأسف، لم تتذكر أنها باعت أراضي الشعب في المناطق الصناعية لجماعة “الأفسيو” بالدينار الرمزي... وماتزال تمارس هذه السياسة... ربما لأن منظمة “الباترونا” أصبحت الشريك السياسي للحكومة أهم من الأحزاب السياسية المشاركة في الحكم، والتي هي أيضا تنازلت لها الحكومة عن الأملاك في العاصمة وفي الولايات بالدينار الرمزي... بل وموّلت لها الحملات الانتخابية.. بل وموّلت حتى عمليات التزوير المبرمج في مختلف الانتخابات!كلنا يتذكر كيف تم إبعاد رئيس “الأفسيو” السابق، لأنه لم يدفع ما تقرر عليه دفعه لتمويل الانتخابات السابقة... وجيء بحداد مكانه لأنه كان سخيا في هذا المجال.. وكان الاتفاق غير المسجل وغير المعلن أن “الأفسيو” تموّل الانتخابات... والناجحون في هذه الانتخابات يموّلون “الأفسيو” بالمشاريع العمومية بصيغة التراضي! وهو ما حصل.. بل ويتنازلون لـ«الأفسيو” عن الأراضي في الفلاحة والصناعة بأسعار لا تشكل حتى 1% من السعر الحقيقي للعقار في السوق!كل الناس تتساءل: كيف لدولة مثل الجزائر تملك مساحات شاسعة من الأراضي تتنازل عنها للناس بالمجان وتعلن إفلاسها الاقتصادي؟!نعم.. من الرشادة الاقتصادية دعم الزيت والسكر والحليب والخبز والبنزين للفقراء فقط، ورفع هذا الدعم عنه عند بيعه لجماعة “الأفسيو” لتحويله إلى نشاط صناعي. نعم.. رفع الدعم عن الأراضي لتشييد المساكن للفقراء، لكن لا يجب دعم المناطق الصناعية لرجال المال والأعمال وتوزيع الأراضي عليهم بالمجان، اللهم إلا إذا ما تزال الحكومة تعتبر منظمة “الباترونا” حالة اجتماعية ينبغي مساعدتها، كما تساعد منظمة المكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة! لا أفهم كيف تدعي الحكومة أنها تدعم السياسة الاجتماعية وفي نفس الوقت تقول إن “الباترونا” هي الحليف الاجتماعي للحكومة.. فهّمونا يا وزراء الحكومة المغبونة؟!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات