+ -

جل وقائع الحملة الانتخابية في المحليات القادمة تدعو إلى المقاطعة وليس العزوف! زعماء أحزاب الحكم يتحدثون عن الرئاسيات القادمة ولا يتحدثون عن البلديات والولايات؟! ومعنى هذا الكلام أن البلديات لا وجود لها في الواقع أمام تسلط الإدارة المتمثلة في الولاية والدوائر، وهي التي يتولى تعيينها الرئيس وليس أي جهة أخرى، ولهذا فالحديث عن الرئاسيات في سباق الانتخابات البلدية هو حديث في محله، وليس خارج الموضوع، كما يتوهم البعض!القوائم الانتخابية المرشحة للبلديات تعج بالمتابعين قضائيا وبالمحكوم عليهم ومن لهم سوابق، كما تعج بالأميين ورجال المال الفاسد، وترشح هؤلاء ليس بغرض توسيع السطو على ما تبقى في البلديات، بل الترشح من طرف رجال المال الفاسد للبلديات هو محاولة للبحث عن الحصانة النيابية من خلال الترشح لاحقا لعضوية مجلس الأمة، أي أنه بالمال الفاسد يمكن أن تشتري كرسيا فاسدا في مجلس الأمة! وهكذا تتحول النيابة النائبة وطنية وتتحول الانتخابات إلى نكبات وطنية!الثلث الرئاسي في مجلس الأمة يعيّن من “جماعة لاكاس” في الحكومة، أي أن الذي يفشل في الحكومة أو في أي وظيفة في الدولة يعيّن في مجلس الأمة ليمثل الأمة! لهذا يعيّن هؤلاء في مجلس الأمة كوظائف انتهت وليس ككفاءات! لأنهم لو كانوا كفاءات لما غادروا الحكومة أصلا؟! حتى تعيين أو (انتخاب) رجال المال الفاسد من البلديات والولايات هو الآخر فيه خديعة سياسية. فلو كان هؤلاء الذين يسمون أنفسهم رجال الأعمال والمال هم فعلا رجال المال والأعمال، فلماذا يتركون هذه المجالات المدرة للأرباح الطائلة ويذهبون إلى مجلس الأمة؟! فالأمر إذن لا يتعلق بالمال أو تمثيل الأمة، بل يتعلق بحماية الفساد من الأمة بواسطة تمثيل الأمة بشراء تمثيلها بمالها المسروق؟! لهذا، فإن “الطمع” بأن الانتخابات التي تجري بهذه الصفة يمكن أن يأتي منها الخير، هو في الواقع “طمع” يفسد بالتأكيد طبع الأمة، ولا يصلحها، وهذا ما فهمه الشعب وحده دون شرح من أحد. انظروا إذن إلى وقائع الحملة الانتخابية وطرائق تسيير ونوعية الإقبال عليها، وأنتم تعرفون إلى أين تتجه البلاد؟! ومن لا يرى ذلك من المسؤولين، فهم يمارسون سياسة النعام[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات