+ -

من مضحكات وزارة التربية تعطيل الدراسة من أجل ترك المعلمين والأساتذة المترشحين للانتخابات المحلية يقومون بعملية شرح برامجهم كمرشحين للبلديات، عوض التدريس! هذا التصرف يقولون عنه في المثل الشعبي الجزائري: “باعت لحرام واشترت الحزام، وتحزمت به على اللحم وشطحت في العرس!”.الحكومة ووزارة التربية توقفان الدراسة وتضيّعان مستقبل التلاميذ من أجل إجراء انتخابات بلدية لا معنى لها من حيث السياسة ولا معنى لها من حيث الإدارة.. ولا معنى لها من حيث تمثيل الشعب وممارسة الشرعية، لأنها انتخابات مزورة مسبقا، بتزوير الأحزاب وتزوير المرشحين وتزوير الناخبين، ولا أقول تزوير أصوات الناخبين! المدارس والمعلمون في الجزائر لم يعد لهم من وظيفة غير المساهمة في تنظيم الانتخابات.. الأقسام تتحول إلى مكاتب تصويت عوض أقسام دراسة، والمعلمون يتحولون إلى مرشحين أحيانا، وإلى لجان انتخابية في أحيان أخرى.حدثني معلم في الحي الذي أسكن فيه عن أهمية الانتخابات، فقال لي أهميتها بالنسبة له هي أنه يرأس مكتب انتخاب ويأخذ “مصيريفة” محترمة في هذا الغلاء الفاحش! وقال لي إنه يفضل أن تجرى الانتخابات كل سنتين بالنسبة للرئاسيات وكل سنة بالنسبة لـ”الميارة”! والمهم هو عقد هذه الانتخابات مادامت في الواقع ليست انتخابات، ونتائجها معلومة مسبقا، فلماذا لا تجرى كل سنة؟!الشكل الكاريكاتوري الذي أخذته مسألة السياسة والشرعية والديمقراطية انعكس على مستوى التفكير لدى الناس، فأصبحوا يرون في الانتخابات مجرد مسألة هزلية يضحكون فيها في القاعات العامة خلال لقائهم بـ”الكلونات” السياسية، من أمثال ولد عباس وغيره، ويأخذون “كاسكروت” و”مصيريفة” ويعودون إلى ديارهم! فـ”المير” معروف مسبقا وأعضاؤه كذلك، تماما مثلما هو الرئيس معروف مسبقا، وقبل إجراء الانتخابات بسنوات، كما قال ولد عباس! وبالتالي، تحولت الانتخابات إلى مجرد مهزلة سياسية وإدارية واجتماعية، تعطل فيها مصالح الناس، بما فيها التعليم، تماما مثلما حدث في حكايات المسيرات “العفوية” التي جرت في التسعينيات، حيث ينقل المواطنون من ولاية إلى أخرى بالحافلات للمشاركة في المسيرة القوية، وتدفع الدولة ثمن الحافلات ومصروف الجيب للسائرين عفويا.. إنها المهازل.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات