+ -

موقع إخباري “أفريك”، يصدر في باريس، نشر خبرا مفاده أن وزير الدين الجزائري قال إنه تلقى أمرا من الرئيس بوتفليقة يقضي باستيراد أئمة مكونين من العربية السعودية ومن اليمن ثم الأزهر الشريف، لتكوين أئمة الجزائر لشغل مناصب الإمامة في المسجد الأعظم الذي يشيّد في المحمدية!أولا: أشك في أن يكون الرئيس بوتفليقة قد أصدر مثل هذا الأمر لوزير الشؤون الدينية! لأنه لا يعقل أن نشجع “البضائع” المحلية في التجارة والصناعة والثقافة ونستوردها في الدين! وأغلب الظن أن الوزير عيسى يريد تقديم خدمة للوهابية في الجزائر بكراء عقول الجزائريين دينيا للمصريين والسعوديين مقابل منافع خاصة، ويدعي بأن ذلك يتم بتوجيهات الرئيس بوتفليقة، حتى يسكت الوزير أي واحد يعترض على مثل هذا التصرف المشين للجزائر.ثانيا: لو كان السعوديون والمصريون قادرين دينيا على حل الإشكالات الدينية المطروحة في الجزائر، فلماذا لم يقوموا بحل الإشكالات الدينية التي تعصف الآن بالسعودية وبمصر؟! الجواب بالطبع عند من يتكلم باسم الرئيس، سواء في الرئاسة أو في وزارة الشؤون الدينية، أو في غيرهما من المواقع.ثالثا: ألم يقل رجال الحكم عندنا في العشرية الحمراء إن الإرهاب جاءنا مع المدارس الدينية القادمة من المشرق العربي مع المتعاونين الفنيين، في الدين واللغة والعلوم الإنسانية؟! فهل يريد هؤلاء باستيراد المدارس الدينية من السعودية واليمن ومصر أن يعيدوا البلاد إلى الحالة التي فيها السعودية واليمن ومصر الآن؟! سؤال بريء براءة وزير الدين من خدمة سياسات مشبوهة باسم الرئيس بوتفليقة؟!رابعا: الطريف في الأمر، أن وزير السكن الجديد، الذي يشرف على أشغال بناء المسجد الأعظم في المحمدية، زار ورشة البناء صحبة وزير الدين ووزير السياحة.. وشخصيا استنتجت من حضور وزير السياحة في هذه الزيارة، أن هذا المعلم الديني الضخم سيكون سياحيا أكثر منه دينيا، وسيخصص لزيارات الوفود التي تأتي إلى الجزائر، تماما مثلما هو الحال بالنسبة لمسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، ومسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء، أي أن الأمر يتعلق بالسياحة الدينية وليس بالدين والثقافة الدينية!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات