+ -

 الإحصائيات تقول إن 21 مليون جزائري يتوجهون كل يوم جمعة إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة، فإن تلاحظ معي، فالعدد يقارب عدد الهيئة الناخبة، فما رأيك أستاذي في أن تنظم الدولة الانتخابات في المساجد بعد الصلاة مباشرة من دون بطاقة أو سجل انتخابي وتحت إشراف رجل الدولة الأمين ألا وهو الإمام، وانظر إلى الفوائد، المشاركة كبيرة مثلما يريد بدوي ومن دون تعبئة للأفراد النظامية، ومن دون صرف دينار واحد من الخزينة ومن دون أن نوقف الحياة يوم الخميس، وفي الأخير سنسمع صوت المواطن الحقيقي الخارج من المسجد عوض الصوت المزوّر الخارج من المدرسة. والذي يقول لا نسيّس المساجد، فيجب عليه أن يقول كذلك لا نسيّس المدرسة، فهنا نتكلم عن مكان اقتراع مثل المدرسة التي هي أيضا مكان مقدس.فيصل/ وهران1- اقتراحك وجيه يا فيصل، وإبداع في الديمقراطية وممارسة الانتخاب، لكن لا يوجد من يسمع لمثل هذه الاقتراحات البنّاءة.2- ممارسة السياسة في المدرسة والزاوية حلال، وممارسة الانتخاب في المسجد حرام زقوم! استعمال المسجد للدعاء لمسؤولينا في خطب الجمعة ليس سياسة، وممارسة الانتخاب مثلما اقترحت سياسة.3- حقا.. لا أعتقد أن المواطن الذي يخرج من المسجد، كما قلت، تقيا نقيا بعد أداء الصلاة، يمكن أن لا يمارس الانتخاب بنزاهة، ورقابة إلهية ليست كرقابة ربع مليون شرطي أو رقابة نصف مليون موظف.4- لاحظ أن عدد حراس الانتخابات مع عدد الموظفين الذين يشرفون على تنظيم هذه الانتخابات مع المراقبين من الأحزاب واللجان والجمعيات والعدالة.. مجموع كل هؤلاء أكبر من عدد الأصوات التي يحصل عليها حزب الحكم والتي بها يحكم البلاد والعباد!5- المبرر الوحيد يا سي فيصل لإجراء الانتخابات بهذه الصورة الباهتة البائسة، هي أن هذه الانتخابات فيها جانب من النشاط التجاري والاقتصادي.. فيها بزنسة سياسية وبزنسة إدارية، فيها زيادة مداخيل أعوان الدولة والموظفين من خلال صرف مبالغ خيالية على هذه العملية من خزينة الدولة.وفي المدة الأخيرة، ظهرت خاصية جديدة في هذه الانتخابات، وهي أنها تحولت إلى ملهاة كوميدية من خلال الحملة الانتخابية بتوفيرها لصور غاية في الطرافة وإضحاك الناخبين وغير الناخبين وكذلك المرشحين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات