+ -

واضح أن زعيم “الباترونا” حداد لم يعد له اهتمام بالاقتصاد والمقاولاتية، بل أصبح يمارس السياسة! وفق المثل الشعبي السائد في الجزائر “من غيبت الكباش اكبش ياعلوش”! حداد أصبح يمارس السياسة وهو بهذا المستوى الهزيل في السياسة، لأن رجال السياسة اختفوا من الساحة.تصوروا.. حداد يثمّن قرار الرئيس بوتفليقة بجعل يوم 12 يناير عطلة مدفوعة الأجر! ويعتبر حداد هذا الأمر قرارا تاريخيا يعزز الوحدة الوطنية! ولسنا ندري كيف أن رجل أعمال تعجبه قرارات من هذا النوع، والتي تعني ممارسة إضراب عام عن العمل على المستوى الوطني أكثر مما تعني الاحتفاء بعيد وطني! والأثر السياسي لهذا القرار لا يختلف عن الأثر السياسي لقرار دسترة الأمازيغية لغة وطنية ورسمية مع وقف التنفيذ! هل شاهدتم دستورا في العالم يدستر شيئا ثم يطلب دستوريا تأجيل تنفيذه عبر الدستور الجزائري الذي صاغه علماء الدستور من أمثال حداد وأويحيى وبن صالح! وباركه بن يونس وولد عباس وغيرهما! لهذا لا غرابة أن يعجب حداد بقرار الرئيس تنظيم إضراب عام في 12 يناير... والمفروض أن تكون “الباترونا” ضد هذا الإضرب (العيد)، لأن ذلك يقلل من مداخيلها المالية ويعطل مشاريعها، لكن الفهم السياسي الاقتصادي العالي لحداد لهذا الأمر هو الذي جعله يثمّن هذا القرار مادام الاقتصاد الذي يرأسه لا يأتي بالعمل بل يأتي بالبطالة والإضراب، حتى ولو كان في شكل احتفال بعيد وطني؟! المضحك في ممارسة حداد للسياسة أنه ظهر في فندق وهو يدعو “الباترونا” إلى الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة! ظهر وهو يدفع بيديه كرسيا متحركا لسيدة من ذوي الاحتياجات الخاصة...نعم.. الاقتصاد الذي يقوده حداد وأمثاله هو بالتأكيد اقتصاد كسيح.. والسياسة التي تدير هذا الاقتصاد الحدادي الكسيح لابد أن تكون كسيحة؟!يا قراء.. رجاء بدلوا أذهانكم بأذهان من مستشفى فرانس فانون في البليدة كي تفهموا عبقرية هؤلاء الذين يقودون السياسة والاقتصاد في بلادنا.. زعيم النقابة سيدي السعيد يجتمع بحزب الأرندي الذي يقوده الوزير الأول أويحيى، ومع ذلك يذهب مع حداد ليجتمع بقيادة الأفالان في مقرها لإصدار بيان يناكف فيه الأرندي بخصوص سياسته في خوصصة المؤسسات العمومية.. وزعيم الحزب الحاكم، ولد عباس، يطلب من حداد أن يمارس الرأفة بالمؤسسات الاقتصادية العمومية التي يشتريها من حكومة الأفالان التي يرأسها حزب آخر؟!هذه “الشكشوكة” السياسية والدستورية لا تحصل إلا في الجزائر، وبسببها يصبح ولد عباس زعيما وحداد مفتي الديار الجزائرية في السياسة والاقتصاد.. ألا يحق لنا أن نتعب ذهنيا.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات