+ -

ترامب زار السعودية وأخذ أموالا منها ومن جيرانها وأشعل نارا في الخليج بين قطر وشركائها في الاتحاد الخليجي!أردوغان هو الآخر زار السودان وأخذ امتيازات عسكرية أشعلت هي الأخرى نيرانا سياسية عند منابع النيل لا تقل خطورة عما أشعله ترامب بزيارته للسعودية منذ عام تقريبا.المؤسف حقا أن الشقيقة مصر وجدت نفسها وسط لهيب هذه النيران السياسية، أو رمت بنفسها وسط هذا اللهيب السياسي.وهذا تصرف من مصر الشقيقة لم نعهده منها... ويدل على تدهور مستوى الأداء السياسي لهذا البلد على الصعيد المحلي والعربي.. ولا أتحدث عن الوضع الداخلي في مصر، فذاك شأن مصري لا يحق لنا الخوض فيه.كنا ننتظر من مصر أن تكون، كما عهدناها سابقا، دولة مطافئ للحرائق السياسية العربية... وكان عليها أن تذهب إلى الخليج وتجمع الفرقاء (قطر والسعودية) على طاولة واحدة وتحل الإشكال، فذاك خير لها وللعرب من أن تصبح طرفا في النزاع لا يخدمها ولا يخدم حتى من تتحالف معهم، وقد رأينا كيف أصبحت الكويت في الخليج أهم من مصر والسعودية في هذه المسألة!كنا ننتظر مثلا أن يحمل الرئيس المصري بعضه وينزل بالخرطوم عند الرئيس البشير ولا يغادرها حتى يحل الإشكال! هل حقيقة أصبح السودان أقرب إلى أنقرة منها إلى القاهرة؟!لا نصدق ذلك، وإذا حدث هذا فاللوم ليس على السودان أو تركيا، بل اللوم على مصر التي سمحت بحدوث ذلك.. وهذه القضية ليست أسوأ منها سوى القول في مصر أن الدوحة أخذتها إيران! فأين كنتم يا مصريين ويا سعوديين إذا نجحت إيران في أخذ الدوحة وصنعاء ودمشق وقبلها بغداد منكم! هل نلوم الدوحة الصغيرة، أم نلوم إيران، أم نلوم الرياض والقاهرة على هذا التفريط المخزي؟!لقد فرطتم في ليبيا عندما سمحتم بأن تمزقها القوى الأجنبية والمحلية العميلة، وعار أن يحدث في ليبيا ما حدث وهي تقع بين قوتين إقليميتين (أو كانتا كذلك) هما الجزائر ومصر!عار على مصر الحديثة أن تطلب من الأحباش استبعاد الخرطوم من الحوار حول مسألة سد النهضة في إثيوبيا واقتسام مياه النيل! متى أصبح الأحباش أقرب إلى مصر من السودان؟! كان على رئيس مصر أن يحمل طائرته ويتجه إلى الخرطوم من دون إذن من البشير ويمحو بذلك آثار أردوغان، إذا كانت فعلا زيارة أردوغان تمس بالمصالح المصرية!هل يمكن أن يتصور عاقل أن المصالح المصرية يمكن أن تهدد بزيارة أردوغان ولا تهدد المصالح الحيوية للسودان نفسه! متى كان السودان له مصالح متضاربة مع مصر ومتفقة مع أعداء مصر.كل الناس يجزمون بأن أزمة الخليج وأزمة السودان مع مصر والسعودية سببها سوء إدارة السعودية ومصر لأمور المنطقة سياسيا، وليس قوة الاختراقات الإيرانية أو التركية لدول المنطقة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات