+ -

يتحدث أبو جرة سلطاني، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، عن رأيه في خط الحزب حاليا ورؤيته لما يجب أن يكون في المؤتمر المقبل الذي سينعقد في ماي المقبل. ويرى سلطاني في حواره لـ"الخبر" أن ما يجري بين حزبي السلطة الأفلان والأرندي، دليل على أن العهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة حقيقة، وأنهما يتنافسان فقط على من يعلنها أولا.هل تعتقد أن الوحدة بين حمس والتغيير نجحت أم لا تزال محاذير تعترض طريقها؟الوحدة لا تزال في بدايتها وما تم إنجازه مشجع على الاستمرار رغم أن المنتظر أكبر من المنجز. وسوف يكون المؤتمر السادس مناسبة لاختبار النوايا وكشف الطوايا والوقوف على حرص أبناء هذه المدرسة على تقديم المنهج على الرجال والعودة إلى النبع الذي اكتشفه المؤسس بدل الجري خلف سرابات لم نجد لها ثمارا ملموسة لحد الآن.هل تقصد بما تصفه "السرابات" هو خط المعارضة الذي تسير عليه حمس حاليا؟خط المعارضة وعد بـ3 أهداف كنا ننتظر ظهور بوادرها خلال 5 سنوات. الأول هو التفاف الجماهير من حولنا، والثاني هو تزكية مرشحينا في كل استحقاق بآلاف الأصوات التي تحملنا إلى المراتب الأولى، والثالث هو التفاوض مع صناع القرار من مركز قوة حزبية ومن تأثير قوة اقتراح وطرح وضغط جماهيري أحيانا. لكن الحصيلة التي كشفت عنها نتائج الانتخابات لم تبتعد كثيرا عن النتائج التي كنا نحصدها في كل استحقاق بعنوان المشاركة. بل إن ما جنيناه في استحقاقات 2007 الوطنية والمحلية كان أوفر كثيرا مما جنيناه في 2017، أي بعد 10 سنوات من العمل النضالي. ومن هنا وجب أن يعرف المؤتمرون حقيقة المشاركة ونتائجها وإيجابياتها وسلبياتها، وأن يقفوا كذلك على حقيقة المعارضة ونتائجها وسلبياتها وإيجابياتها، ليقرروا اختيار الخط المناسب على بصيرة ودراية ودراسة واستخلاص دروس. بالمناسبة، أريد أن أفنّد بعض المغالطات التي تساق حول مفهوم المشاركة. فهو في رأينا ليس بالضرورة الوجود في الحكومة، بل هو الحضور الدائم في أفراح الجزائر وأتراحها وعدم التفريط في الحوارات الوطنية والنقاشات التي تهم بلدنا.ما تقوله تخالفك فيه القيادة الحالية لحمس التي تعتقد أن أصوات الحركة ارتفعت وعدد مقاعد منتخبيها زاد .. ما رأيك؟قاعدة الحساب ليست واحدة. المقارنة في اعتقادي يجب أن تكون بين نتائج 2007 و2017 لأنه في 2012 دخلنا المعترك الانتخابي عشية فك الارتباط وإنهاء مسار المشاركة سياسيا، مما يعني أن ما حدث في 2012 كان فاصلة سياسية بين المشاركة التي ترسخت بين 2004 و2009 وبين المعارضة التي انطلقت في 2011 وليس 2013. وبالتالي فالمقاربة ليست مبنية على نظرية علمية بمقدار قيامها على أرقام عددية لها علاقة بنسبة المشاركة وبالكتلة الناخبة التي قفزت من 17 إلى 22 مليون. ثم حتى إذا احتسبت هذه الزيادة الطفيفة في نسبة التصويت للحركة، فإنها تمثل تطورا زهيدا بالمقارنة مع الشعار الكبير الذي رفع في المؤتمر الخامس بعنوان "حركة تتجدد ووطن ينهض".هل سيكون السيد أبو جرة سلطاني مرشحا لرئاسة حمس في المؤتمر السادس (ماي 2018)؟من أخطر ما وقعنا فيه في المؤتمرات السابقة، اختزال أشغالها في نقطة واحدة هي انتخاب الرئيس. وباعتقادي أنه يجب أن نتجاوز هذا الاستقطاب، بتحويل جهود البحث عن كاريزما الشخص إلى تعميق النقاش حول المؤسسات وإعادة بنائها وبتقويم الخط السياسي ورسم الخطة الخماسية وتحديد معالم الخطاب الرسمي ووضع لائحة تلزم قيادة الحزب بالتحرك في هذه المقاربة وأن تستصحب معها هامشا من الحرية يرافق ديناميكية التحولات الحاصلة.لكنك تمثل داخل حمس تيارا سيكون له بالتأكيد مرشحه .. ؟من ناحيتي سوف أدافع بقوة عن العودة إلى المدرسة التي نشأت فيها وهي تيار المشاركة بمعناه الواسع. ولن أدخر جهدا في تصحيح الاختلالات التي طرأت منهج المؤسس على نحو جعل البعض يعلن تنصله من الماضي ويقدّم الاعتذار للرأي العام الوطني والدولي، ويصرح بأن الحركة لم تعد بحاجة إلى مرجعية مؤسسها وهو أمر نراه خطيرا على مستقبل مدرسة تاريخية عرفت بالوسطية والاعتدال وبالحضور الدائم في الجهد الوطني. بالنسبة للترشح، ما أراه أن بعض شخصيات حمس التي أثبتت معدنها في الأيام العاصفات، هي أولى مني بقيادة الحركة وترميمها، وسأكون في جنب كل من يترشح متمسكا بمرجعية الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله وساعيا بالحركة للانفتاح على الطبقة السياسية والمجتمع المدني تحقيقا لمفهوم المشاركة الذي هو كما قلت أوسع بكثير من الحضور في الجهاز التنفيذي.توجّه لكم انتقادات باستعمال "منهج محفوظ نحناح" كسجل تجاري بينما من المستحيل التمسك بحرفية ما كان يقوله المؤسس في ظل تغيرات كبرى حدثت بعده؟نحن لا ننادي بحرفية النص وإنما التمسك بالمنهج الذي هو مكتوب ومعروف، فيما يخص المشاركة والانفتاح على التيار الوطني والديمقراطي وتغليب الحوار دائما. هل يتصور عاقل أن الشيخ عبد الرحمن سعيدي الذي تتلمذ على يد محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني رحمهما الله، لا يعرف هذا المنهج؟ أعتقد أن حجة من يقول بهذا الرأي ضعيفة.في الشأن الوطني.. هل تعتقد أن العهدة الخامسة حقيقة أم وهم؟ما يجري بين الأفالان والأرندي يؤكد أن العهدة الخامسة حقيقة. والحزبان الحاكمان هما فقط وجهان لعملة واحدة. الخلاف بينهما هو من أجل التعبئة الاستباقية للفوز بفضل الإعلان عن مرشح 2019 وامتلاك حقوق السبق ليكون اللاحقون مساندين وداعمين للجهة المبادرة. وفي هذا السياق أرى من حق الأفالان أن ينادي بالعهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة مادام هو رئيسا للحزب.هل إذا ترشح بوتفليقة ستسانده؟لا أدري حينها ماذا سيكون وضعي، مازال الوقت بعيدا عن هذا الكلام. أمامنا مؤتمر ستتضح فيه الكثير من الأمور.لكن هل "العهدة الخامسة" من مصلحة الجزائر في اعتقادك ؟المصلحة لا أستطيع تقديرها لأني لا أمتلك كل المعطيات الوطنية والدولية بين يدي. كرسي الرئاسة ثقيل جدا والمفاضلة بين قادم جديد وبين استمرار ما هو موجود يحتاج إلى استحضار كثير من المعطيات وحساب السلبيات والإيجابيات المتعلقة بكل سيناريو.مقري ومناصرة يعتقدان أن المؤسسة العسكرية ستكون هي المقرر في 2019.. هل هذا رأيك أيضا؟الذين يتحدثون عن دور الجيش يغفلون عن أن القائد الأعلى للقوات المسلحة هو الرئيس بنص الدستور، بمعنى لو أراد القائد الأعلى أن يستمر في الحكم سوف تكون المؤسسة العسكرية على هذا الخط، وإذا لم يرد فسوف لن تكون المؤسسة العسكرية خارج النقاش الذي سوف يفضي للتوافق فيمن يكون رئيسا للدولة وقائدا أعلى للقوات المسلحة. لذلك أؤكد أن الحديث الذي يفصل بين المؤسسة والرئاسة نابع من أحد طرفين، إما جاهل بعقيدة الجيش وبالتالي الصلاحيات التي يمنحها له الدستور أو أنها تنساق دون علم وراء ما تنشره وسائل الإعلام.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات