+ -

الشكشوكة السياسية الحاصلة في قيادات الأفالان، بخصوص حكاية خليفة بوتفليقة أو العهدة الخامسة، تدل على أن الأفالان والرئاسة قد ضاع منهما الطريق!1- هل فعلا الديشي السياسي الأفالاني الذي رماه رئيس الأفالان من الحزب ومن الحكومة يمكن أن يعود الرئيس إليه ثانية ليعتمد عليه في إنجاز العهدة الخامسة؟! وهل هذا الديشي السياسي يمكن أن ينجز العهدة الخامسة للرئيس دون مشاكل؟! هل هؤلاء الذين فازوا بغضب الرئيس عندما كانوا في المسؤوليات بسبب أخطائهم في التسيير وفقدان الثقة وصلت ببعضهم إلى حد الحديث عن خيانة الرئيس ولذلك تم إبعادهم؟ هل هؤلاء يمكن أن يطمئن إليهم الرئيس ثانية ويقود بهم سياسيا أخطر مرحلة في تاريخ البلاد؟ ماذا يمكن أن يقدم هؤلاء للرئيس وهم ما هم عليه من تلوث سياسي ورداءة معرفية ومكروهية شعبية بسبب الفساد الذي مارسوه وأبعدوا بسببه من دواليب السلطة والحزب الحاكم؟!2- كيف يسبح هؤلاء في المياه السياسية الآسنة نحو العهدة الخامسة للرئيس باسم الحزب، وولد عباس، رئيس الحزب، يرفض الحديث عن العهدة الخامسة، لأنه سابع الأرواح؟ هل وصل عدم التنسيق داخل الأفالان ومع الرئيس إلى هذا المستوى من الفوضى؟! كيف يطمئن المواطن إلى عهدة خامسة يدعو لها حزب هذا وضعه السياسي على مستوى قيادته؟! هل هؤلاء الذين يدعون إلى تنسيقية العهدة الخامسة على حق وولد عباس على باطل... والحال أنه حتى الرئيس نفسه سبق وأن عنف فاروق قسنطيني عندما تحدث عن عهدة خامسة للرئيس، وتم ذلك في بيان لرئاسة الجمهورية بلهجة قوية فهمت على أن الرئيس لا يرد على قسنطيني بل يرد على من دفع قسنطيني أن يقول ما قال بخصوص العهدة الخامسة؟! أليس هؤلاء الذين تحركوا في التنسيقية حركتهم نفس الجهة التي حركت قسنطيني؟! وهل ننتظر إجابة عنيفة من الرئيس على هؤلاء؟! إذا حدث ذلك فإن هؤلاء لا يريدون خدمة الرئيس بفعلتهم، بل يريدون تأليب الرأي العام ضده... وربما تأليب المؤسسة العسكرية أيضا ضده! وهذا ليس بالأمر البعيد عن المنطق بالنظر إلى الماضي السياسي لهؤلاء! فقد استهواهم الانتقام من الرئيس بهذه الطريقة البائسة... أي قتله بالشيتة؟! وربما الأمر له علاقة بيأس هؤلاء من الرئاسة والجيش على السواء، بأن يكون لهم دور فيما يأتي من الأحداث في 2019 ولذلك فعلوا ما فعلوا.3- المصيبة أن هؤلاء يتحدثون عن عهدة خامسة، والدستور الذي صادق عليه نواب هذا الحزب باقتراح من الرئيس يمنع عهدة ثالثة ويمنع حتى تغيير الدستور لفتح العهدات!وإذا كان الأمر يتعلق بعهدة أولى للرئيس، حسب الدستور الجديد، فلماذا يتحدث هؤلاء عن عهدة خامسة.. أليس من الأفضل الحديث عن عهدة أولى حتى ولو كان فيها تحايل دستوري مكشوف لا يشرف الرئيس ولا يشرف البلاد!لهذا فإن حكاية التنسيقية المنشأة من بقايا النفايات السياسية للأفالان، هي في الحقيقة قد تكون إزعاجا للرئيس ودفعة لأن يخرج رأسه قبل الأوان، وهي خدمة تقدم من طرف هؤلاء للجهات التي حركتهم في اتجاه مخالف لما يقوله ولد عباس.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات