+ -

شيء مرعب هذا الذي يحدث في قطاع التربية الوطنية. النقابة تضرب عن العمل في 3 ولايات مدة شهور كاملة والوزارة والحكومة لا تعير اهتماما لما يحدث، وكأن ما يحدث يجري في جزر ترينيداد وطوباغو ولا علاقة للحكومة والوزارة بما يحدث.الوزيرة عوض أن تنزل إلى الميدان في هذه الولايات وتعكف على دراسة المشاكل في عين المكان واتخاذ الحلول الميدانية لها وفي الوقت المبكر، راحت ”تسكن” في وسائل الإعلام! مرة في قنوات التلفزة ومرة في قنوات الإذاعة.. وعوض أن تحاور المضربين وجها لوجه راحت الوزيرة تحاورهم عبر وسائل الإعلام، آملة في تأليب الرأي العام على المضربين. هل فعلا تستفيد الوزيرة من معاداة أولياء التلاميذ للأساتذة المضربين؟ هل يصح أن يبقى لهؤلاء الأساتذة قيمة في تدريس التلاميذ والمجتمعُ ينبذهم استجابةً للوقوف مع الوزيرة التي تريد إصلاح التعليم دون الأساتذة؟ أي بؤس هذا الذي يحدث في البلاد؟وإمعانا في التعفن تتهم الوزارة الأساتذة بأنهم كانوا وراء إخراج التلاميذ إلى الشارع! هذه تهمة يفترض معها أن تقوم العدالة باستدعاء الوزيرة لسماع أقوالها في الموضوع وتحويل الملف أمام القضاء. هل يمكن أن تسكت العدالة والحكومة على فعل كهذا يقوم به الأساتذة؟ يغررون بالتلاميذ القصر ويزجون بهم في أتون المعركة بين الوزارة والمضربين! أين هم أولياء التلاميذ ومنظماتهم العديدة التي تمارس الانتهازية جهارا نهارا، حيث ”سكن” رؤساء هذه الجمعيات أيضا في قنوات الإعلام يمدحون هذا ويذمون ذلك بمقابلٍ، طبعا، يصب في حساب الجمعيات من حر مال الشعب ومن وزارات الدولة، ولا يُسأل هؤلاء عن الأوجه التي تُصرف فيها هذه الأموال المحوّلة لجمعيات أولياء التلاميذ تحت مسمى ”المساعدات”، ولا أتحدث عن الأموال التي تجمع من الأولياء عبر التلاميذ.الوزارة تقدم الأساتذة للرأي العام على أنهم جهَلة بالقوانين والنظم التربوية والنقابية، ولا تحس الحكومة والوزارة بأنها تقول كلاما خطيرا يخص قطاع التربية. إذا كان حال أساتذة التعليم هو الجهل، فكيف يعلّمون التلاميذ؟ ومن هو المسؤول عن تفشي هذا الجهل؟ هل هم الأساتذة الجهال؟ أم الوزارة التي لم توفر للبلد أساتذة متعلمين؟إنني تعبان.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات