اختيار شبيبة القبائل ملعـب سطيـف يثير الاستغراب

+ -

أودعت إدارة شبيبة القبائل طلبا رسميا، أمس، على مستوى لجنة كأس الجزائر، تعلن من خلاله عن اختيارها لملعب الثامن ماي 1945 بسطيف لاستقبال اتحاد البليدة في آخر مباراة عن الدور ربع النهائي لكأس الجزائر، رغم أن ملعب سطيف لا يختلف، من حيث سعة الاستيعاب، عن ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، كون كليهما يتسع لأقل من 20 ألف متفرّج. طلب إدارة الشبيبة الذي لم تقابله الاتحادية، أمس، بالرفض، بل أن هيئة الرئيس خير الدين زطشي حددت تاريخ 16 مارس القادم كموعد لإجراء مباراة الفريق القبائلي أمام نظيره البليدي بداية من الساعة الرابعة زوالا، يثير الاستغراب ويترك عدة نقاط استفهام حول حقيقة ما يحدث بين الاتحادية والشبيبة، فالغموض السائد منذ رضوخ رئيس ”الفاف” خير الدين زطشي لتهديدات شريف ملال رئيس شبيبة القبائل، من خلال قرار تأجيل المباراة المفاجئ، وعدم استقرار إدارة ”الكناري” على خيار الملعب بما يخالف القانون الجديد لكأس الجزائر الذي يفرض على كل فريق مُستقبِل تحديد الملعب بعد 24 ساعة فقط على سحب القرعة، يبعث على الاعتقاد بأن ثمة ”اتفاقا سريا” بين الطرفين لإنهاء الخلاف بسيناريو يحفظ ماء وجه كل طرف منهما.ترويج نسيم بن عبد الرحمان، ممثل شبيبة القبائل، أول أمس، على أن إدارته وافقت على ملعب 5 جويلية 1962 الأولمبي بالعاصمة، ثم تعمّده ”إثارة الغموض” في نفس اليوم بقوله بأن إدارة النادي ستختار بين ملاعب تفوق سعة استيعابها الـ20 ألف متفرّج، وهي 5 جويلية 1962 بالجزائر العاصمة والشهيد أحمد زبانة بوهران والشهيد حملاوي بقسنطينة، ليطلب في اليوم الموالي، بصفة رسمية، برمجة المباراة بملعب الثامن ماي 1945 بسطيف الذي لا يتسع إلا لـ16 ألف متفرّج، حسب وثيقة التسجيل لوفاق سطيف للمشاركة في كأس الجزائر لموسم 2016/2017، الممضاة من طرف رئيس النادي حسان حمّار بتاريخ 20 نوفمبر 2016، ثم وثيقة مماثلة ممضاة في أكتوبر 2017، يؤكد بأن ما يحدث ”فصل تعيس” من فصول مسرحية هزيلة، تكشف المستوى الهاوي لمسؤولي النوادي الجزائرية والهيئات القائمة على كرتنا، الذين يفكّرون في إيهام الرأي العام الرياضي بأن ما يحدث هو ”صراع قانوني” رغم أن الواقع هو اتفاق على الخروج من المشكل دون غالب ولا مغلوب.واستنادا إلى وثيقة إدارة الوفاق بشأن السعة الحقيقية لملعب الثامن ماي 1945 البعيدة عن الـ22 ألف متفرّج مثلما يسعى البعض للترويج له لتغطية الفضيحة، فإن بعض المصادر كشفت بأن الفصل الجديد المتفق على تفاصيله بين الاتحادية والشبيبة، في حال انكشف أمر القدرة الحقيقية لملعب سطيف، يتمثل في إعلان ”الفاف” بأن خيار إدارة الشبيبة غير مقبول بسبب نفس المشكل القائم بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، لتكون الاتحادية مجبرة (ظاهريا)، بعد انتهاء المهلة الممنوحة لإدارة ”الكناري” وتأخرها في اختيار ملعب يستجيب للمقاييس، على الفصل في الأمر والإعلان بأن المباراة ستجري بملعب 5 جويلية 1962 بالعاصمة، دون أن تحتج إدارة الشبيبة، كونها روّجت للقضية، عبر فصول المسرحية، على أنها انتزعت من الاتحادية حق الاختيار، غير أنه لم يكن صائبا فقط.اتحادية كرة القدم التي غرقت في ”كأس” الجزائر ونزلت إلى أدنى المستويات حين عجزت عن ترويض النوادي وكشفت عن غياب بُعد النظر في قراراتها، خاصة بشأن فرض وبأثر رجعي، إقامة مباريات الكأس اعتبارا من ربع النهائي في ملاعب لا تقل سعة استيعابها عن الـ20 ألف متفرّج، رغم أن أغلب الملاعب الجزائرية بعيدة عن هذا الرقم، لا يمكن لها بأي حال من الأحوال اليوم أن تقود كرة القدم الجزائرية نحو العالمية، ولا تلوح في الأفق أي بوادر لحدوث ذلك مع اتحادية عجز أمينها العام حتى عن إرسال وثيقة إلى ”الكاف” في الآجال القانونية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات