+ -

الأسرة هي المحضن الطبيعي الّذي يتولّى حماية الفراخ الناشئة ورعايتها، وتنمية أجسادها وعقولها وأرواحها، وفي ظلّه تلتقي مشاعر الحبّ والرّحمة والتّكامل، وتنطبع بالطّابع الّذي يلازمها مدى الحياة، وعلى هديه ونوره تتفتح للحياة وتفسّر الحياة وتتعامل مع الحياة والطفل الإنساني هو أطول الأحياء طفولة تمتدّ طفولته أكثر من أيّ طفل آخر للأحياء الآخرين، ذلك أنّ مرحلة الطفولة هي فترة إعداد وتهيّؤ وتدريب للدّور المطلوب من كلّ حيّ باقي حياته، ولمّا كانت وظيفة الإنسان هي أكبر وظيفة، ودوره في الأرض هو أضخم دور، امتدّت طفولته فترة أطول، ليحسن إعداده وتدريبه للمستقبل ومن ثمّ كانت حاجته لملازمة أبويه أشدّ من حاجة أيّ طفل لحيوان آخر. وكانت الأسرة المستقرّة الهادئة ألزم للنّظام الإنساني وألصق بفطرة الإنسان وتكوينه ودوره في هذه الحياة.وقد أثبتت التّجارب العلمية أنّ أيّ جهاز آخر غير جهاز الأسرة لا يعوّض عنها، ولا يقوم مقامها بل لا يخلو من أضرار مفسدة لتكوين الطفل وتربيته، وخاصة نظام المحاضن الجماعية الّتي أرادت بعض المذاهب المصطنعة المتعسّفة أن تستعيض بها عن نظام الأسرة في ثورتها الجامحة الشّاردة المتعسّفة ضدّ النّظام الفطري الصّالح القويم الّذي جعله الله للإنسان، أو الّتي اضطرت بعض الدول الأوروبية اضطرارًا لإقامتها بسبب فقدان عدد كبير من الأطفال لأهليهم في الحرب الوحشية المتبربرة الّتي تخوضها الجاهلية الغربية المنطلقة من قيود التصوّر الدّيني والّتي لا تفرّق بين المسالمين والمحاربين في هذه الأيّام، أو الّتي اضطرّوا إليها بسبب النّظام المشؤوم الّذي يضطرّ الأمّهات إلى العمل، تحت تأثير التصوّرات الجاهلية الشّائهة للنّظام الاجتماعي والاقتصادي المناسب للإنسان.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات