مسار المحارب للظفر بـ"كيس من الحليب"

الصورة حقوق محفوظة
+ -

تبدأ أولى صور المشهد في التشكل بدءا من الساعة السادسة والنصف صباحا، حيث يصطف أول الزبائن من الجنسين أمام إحدى الأبواب الموصدة لإحدى نقاط بيع الحليب بباب الزوار شرقي العاصمة، وهكذا يبدأ الطابوران الطويلان يمتدان يمينا بالرجال وشمالا بالنسوة، وتنبعث من حين لآخر همسات غير واضحة من أفواه الزبائن تتخللها عبارات استياء وسخط، في انتظار قدوم صاحب الكشك لفتح الأبواب في حدود الساعة الثامنة صباحا، على أن تصل شاحنة الحليب في الثامنة والنصف.

ما إن ركن السائق شاحنته الممتلئة عن آخرها بأكياس الحليب وهم بفتح بابها الخلفي استعدادا للتوزيع، حتى التفت جميع العيون حوله وتعالت الأصوات وبدت أكثر وضوحا، وراح أولئك الشيوخ يختلسون النظرات من أمامهم ويحرصون على تطبيق نظرية "من قدم أخيرا يشتري أخيرا"، ومن حين لآخر يكسر تركيزهم أحد طويلي اللسان متهكما، كأن يقول أحدهم بصوت مرتفع لجلب الانتباه: "يا فلان ماذا هناك.. هل يوزعون شيئا بالمجان؟".

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات