+ -

كلاهما بالجمال ذاته، مشرق الشمس ومغربها، لذلك فأنا الروح المتمددة ما بين جغرافيتين من العشق، أوّليْ في الشرق وأوّلي الآخر في الجهة المقابلة لهذا الوطن الذي لم نعد نعرفه جميعاً. هل فيكم أحد يستطيع اليوم أن يصف لي وطنه؟ هل من رسام يقدر على رسم ملامح وطنه؟ وإن رسمه، فهل يستطيع إخفاء الندوب التي ظهرت على وجهه؟

من مشرق الوطن إلى مغربه، مسافات من السائل الأرجواني المنسكب من أجساد مسجاّة على أرصفة الفناء.. لم يعد بإمكاننا تشبيه الوطن بالحبيبة فالكل يخون.. نادل المقهى لم يعد صديقاً للمثقفين، لقد كشف غدرهم للبن الأسمر مع شقراء يهاجرون إليها، وقد تقضي أرواحهم على شطآن بعيدة بحثاً عن الحب والمال والأمان. المثقفون يحتسون قهوة وطنهم ويتغزلون بنساء أخريات، لذلك فالنادل لم يعد يصنع للمثقفين القهوة ذاتها التي كان يصنعها للرعيل المخلص.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات