+ -

من أهم ملامح حرية الصحافة في الجزائر في العشريتين الأخيرتين ما يأتي:1 - التضييق على العمل الإعلامي.. بدأت الحكاية عندما عوّمت السلطة مسألة الصحافة المكتوبة بأكثر من 120 عنوان تم إنشاؤها من طرف أناس لا علاقة لهم بالصحافة والإعلام... جلهم من النافذين وعائلات مسؤولين.. وكانت هذه العناوين لا تنتج إعلاما بل تحصل على الإشهار وتطبع في المطابع بالمجان وتأخذ الإشهار، ولا تدفع لا أجور العمال ولا اشتراكات الضمان الاجتماعي ولا حتى الضرائب... وكانت العملية بالأساس هي تحويل للمال العام لفائدة مستفيدين لا علاقة لهم بالصحافة.وفي نفس الوقت، توقيف الإشهار عن العناوين التي فيها “ريحة” الصحافة والإعلام لخنقها! والهدف هو تعويم الصحافة وليس تنويعها.ولمجرد أن ضربت الأزمة الاقتصادية البلاد، قُطع الإشهار عن هذه العناوين، فتم إغلاق هذه العناوين بعد أن حولت ملايير إلى حساب أشخاص في عمليات تحويل للمال العام مشبوهة... وتم السكوت عن الذين أخذوا هذه الأموال ولم يدفعوا حتى ثمن خدمات المطابع!2 - قامت السلطة أيضا بحركة مشبوهة في مجال السمعي البصري أكثر بؤسا مما قامت به في الصحافة المكتوبة، فسنّت قانون فتح مجال السمعي البصري نظريا والعمل على بقائه مغلقا عمليا، فأعطت لمن تشاء من المقربين الحق في إنشاء قنوات أجنبية في الجزائر... وعملت على إبقاء هذه القنوات أجنبية لتبقى تحت رحمتها في الرقابة، ولم تتحرج لا السلطة ولا أصحاب هذه القنوات من بقاء هذه القنوات 5 سنوات كاملة وهي تنشط من دون قانون وبصفة قنوات أجنبية تماما، مثلها مثل القنوات الأجنبية الأخرى التي تستبيح المجال الفضائي الإعلامي الجزائري!3 - أشهد أنه فعلا من أهم منجزات السلطة في حقل الإعلام تعميم الرداءة في مناصب المسؤوليات بهذا القطاع.. وزيادة البطش بالصحافيين على مستوى الصحف والمؤسسات الخاصة التي تسبح في فضاء غير الفضاء الآسن بالرداءة.4 - الآن، معركة السلطة بدأت فعلا مع منصات الإعلام في مواقع الإعلام الافتراضي، وتستخدم السلطة وسيلتين للسيطرة على هذا الإعلام هما: العدالة والشرطة، مثلما استخدمت من قبل الطباعة والإشهار والضرائب والضمان الاجتماعي في السيطرة على الصحافة المكتوبة.وقد تجلى الأمر في مسألة مراقبة وغلق القنوات الأجنبية الخاصة التي سمحت السلطة بإنشائها خارج القانون والدستور، كنوع من الإفساد للحقل الإعلامي الفضائي والتحكم فيه... هذا هو حال الإعلام اليوم ولا أمل فيه..

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات