+ -

 صحفيون عرب اجتمعوا في إسطنبول للحديث عن الإعلام في بلدانهم، هؤلاء لم يجتمعوا في أي بلد عربي رغم أنهم قدموا من 18 بلدا عربيا إلى إسطنبول ليتحدثوا بشيء من الحرية عن الإعلام في بلدانهم.هؤلاء شبهوا أنفسهم بالمهاجرين الذين هجروا بلدانهم من الظلم، لأن أردوغان شبّه بلده ببلد الأنصار لاستقباله للمظلومين من كل البلدان العربية.نعم البلدان العربية يحكمها أمثال أبي لهب وأبي جهل من المحيط إلى الخليج، حيث لا يسمح أي منهم بالحد الأدنى من الحرية، لكن أحد المشاركين في الملتقى قال أيضا إن بلد الأنصار هو أيضا لا يسمح بالحرية، مثله مثل البلدان العربية! وحال هؤلاء الصحفيين العرب في هروبهم من بلدانهم للاجتماع في “بلد الأنصار” إسطنبول، لا يماثل حال المهاجرين والأنصار في بداية البعثة النبوية، لعدم وجود وجه الشبه، بل حالهم يماثل ربما حال الشاعر الجاهلي امرئ القيس، خاصة فيما قاله وهو يلتحق ببلاد قيصر:    بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه                وأيقن أنّا لاحقان بقيصرا  فقلت له لا تبك عينك إنما              نحاول ملكا أو نموت فنعذرا حالنا ونحن نجتمع في بلاد قيصر أو بلاد الأنصار واحد.. فبلادنا كصحفيين عرب لم تعد تتسع لنسمة حرية واحدة.. أوطاننا ضاقت بنا وأصبحت مرابع للظلم والاستبداد والدم باسم الدين والدولة.. عندنا جامعة عربية بلاد عرب، وعندنا اتحاد صحافيين عرب بلا صحافيين ولا صحافة ولا حرية.. حالنا في هذا الملتقى الإعلامي حول الإعلام العربي الذي التأم في إسطنبول لا يختلف عن حال الحراڤة العرب الذين يشدون الرحال إلى تركيا للبحث عن منفذ إلى خارج البلدان العربية.. الحراڤة الشباب القادمون إلى تركيا يغرقون في البحر هربا من بلدانهم، ونحن أيضا نغرق في الرداءة والضحالة في طرح قضايا بلداننا، ونعتقد أننا يمكن أن نكون أحرارا كصحافيين في بلدان يحتلها الجهل والظلم والاستبداد.. نحن نبحث عن الحرية خارج إطار أوطاننا وشعوبنا، تماما مثلما فعل الشاعر امرئ القيس، قبل 15 قرنا، وهو ثمل.. إنه الضياع الإعلامي العربي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات