+ -

لم أفهم مثل بقية الجزائريين ما قالته لويزة حنون حول أزمة القدس وفلسطين.. فمن جهة تقول إن موقف الرئيس بوتفليقة من قضية فلسطين لم يتغير، ومن جهة أخرى تقول: إن الجزائر فقدت تأثيرها وصورتها في العالم العربي بسبب هشاشة الوضع الداخلي.فإذا كان هذا صحيحا، فالصحيح أيضا أن الرئيس مسؤول عن السياسة الخارجية وعن السياسة الداخلية أيضا، وبالتالي لا يمكن أن تسقط مسؤوليته عما تقوله حنون.لم أفهم أيضا مثل كل الجزائريين لماذا تشارك الجزائر في اجتماع وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية حول القدس وما يقع في غزة، والذي دعت إليه العربية السعودية، وتشارك أيضا في اجتماع اسطنبول الذي دعت إليه تركيا في إطار منظمة الدول الإسلامية، لبحث موقف الدول الإسلامية مما يحدث في القدس وفلسطين، ولا تحضر هذا الاجتماع السعودية التي ترأس القمة العربية حاليا ومصر التي تُعقد فيها اجتماعات الجامعة العربية؟! هل الموضوع في اسطنبول مختلف عنه في الجامعة العربية؟ وما الذي يجعل الجزائر تحضر الاجتماعين ويجعل مصر والسعودية يحضران اجتماعا واحدا؟! هل لأن اجتماع القاهرة لوزراء الخارجية العرب سيتخذ قرارات شاجبة لما تقوم به حماس في غزة بنفس الدرجة التي تُدان فيها إسرائيل باستعمال القوة المفرطة؟ بينما يأخذ اجتماع اسطنبول منحى آخر وهو إدانة إسرائيل دون الحديث عن مسؤولية حماس فيما يقع في فلسطين؟!كيف توفق دولة مثل الجزائر بين قرار يتخذ في اسطنبول هذا محتواه وقرار يُتخذ في القاهرة محتواه مغاير تماما؟! من حقنا ومن حق لويزة حنون أن تدوّخها هذه المواقف.السيسي كان واضحا عندما قال: إن مصر ليست قادرة في الوقت الحاضر على اتخاذ قرار ضد قرار ترامب والسعودية، وأقصى ما يمكن أن تقوم به الآن هو القول بأن الأمر يتعلق بخطأ من أمريكا؟!حنون على حق حين تقول: كان على الجزائر أن تجمد عضويتها في الجامعة العربية، وأنا أقول كان على الجزائر أن تطلب بيع مقر الجامعة العربية في القاهرة وتحوّل حصة الجزائر من هذا البيع إلى دفع ثمن علاج جرحى انتفاضة القدس، فذاك أجدى من الاجتماع في هذا المقر الذي أصبح رمزا للهوان العربي!فعلا حنون على حق.. بلدنا أصبح بلا موقف.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات