+ -

”بوشي” يتاجر في الكوكايين ويرسل قضاة للعمرة والحج، ويبني المساجد! ويموِّل مطاعم الرحمة في رمضان باللحم الحلال المستورد من البرازيل وهو مخلوط بالمخدرات؟!الشعب الجزائري أصبح فعلا شعب جيفة حين يصدّق بأن اللحم الذي يستورده هذا ”البوشي” هو لحم حلال! والحال أن الرجل لا يتحرك إلا في الحرّام!المسألة تتجاوز الجريمة أو الجناية إلى الأزمة الأخلاقية والدينية التي تعصف بالبلاد. هل بإمكاننا أن نتحدث عن صلاة والمساجد تبنى بعائدات الكوكايين؟! وهل يمكن أن نتحدث عن الصيام والناس تفطر على لحم مستورد بالكوكايين من البرازيل؟ وهل نتحدث عن العمرة والحج والناس (قضاة) يعتمرون ويحجون بأموال الرشاوى التي يقدمها لهم هذا ”البوشي” بعد أن ”يسلخ” الشباب بأموال المخدرات؟! حتى الشهادة هل يمكن أن نقول ”لا إله إلا الله” وبعضنا يشهد بأن القاضي وبائع الكوكايين والصحافي يقدمون شهادات زور لفائدة هذا ”البوشي”؟إذا كان المحققون في قضية الكوكايين قد وجدوا ضالتهم في توجيه التحقيق إلى العبث بإطارات القضاء والعقار، فلماذا لا يكملون جميلهم ويوجهون التهم إلى هؤلاء بالعبث بالدين والاعتداء على مقدسات الإسلام مثل المساجد ومطاعم الرحمة والحج والعمرة بالمال الحرام؟أغلب الظن أن التحقيق نفسه الذي يجري الآن بهذه الطريقة هو نفسه ممارسة للحرام، ما دام قد حوله من الحديث عن المخدرات إلى الحديث عن الرشوة وإساءة استغلال النفوذ بالنسبة لرجال القانون والعقار؟!ومن المفروض أن يمس التحقيق أيضا ما جاء في التصريحات التي أدلى بها العمال الذين كانوا على ظهر الباخرة وقت مداهمتها، وأغلب الظن أن الوفد الذي جاء إلى الجزائر في إطار المحققين الأمميين في المخدرات له علاقة بالتحقيق الدولي مع طاقم الباخرة وليس كما قال فليون!وهذا الأمر فيه بارقة أمل في اتخاذ التحقيق وجهة أخرى إذا تدخلت فيه جهات أجنبية، لأن هذه الجريمة عابرة للقارات والدول ولا يمكن أن تُطمس بتحقيق داخلي موجه.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات