ظل عبد الحق بن حمودة يعود بعد 18 عاما من الاغتيال

38serv

+ -

 استحضرت الأسرة النقابية، أمس، مرحلة من أشد ما مر به الجزائريون، منذ الاستقلال، وهي تحيي الذكرى الـ18 لاغتيال عبد الحق بن حمودة، الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، الذي سقط بساحة مبنى دار الشعب يوم 28 جانفي 1997، عندما كان يهم بركوب سيارته.مازالت حجرة ميزان الرجل ثقيلة، في نظر من يعتقد أن عبد الحق بن حمودة لن يعود ثانية، ولو في ثوب بطل نقابي شرس شراسة الدفاع عن حقوق الطبقة الشغيلة، كما كان الفقيد يؤمن بها كعقيدة، أو ثابت من ثوابت وجوده على أرض الجزائر، لذلك لم يكن هؤلاء النقابيون والعمال الذي حضروا ذكرى اغتياله بمربع قبالة مربع الشهداء بمقبرة العالية بالعاصمة، يتداولون فيما بينهم، أنه يستحيل أن يعرف عمال الجزائر بن حمودة ثانيا، حتى وإن استجمعت، من جديد، ظروف التسعينات التي خلقت ابن قسنطينة سي عبد الحق، ودفعت به إلى العاصمة ليموت.وكما حظي بن حمودة بجنازة برفعة مقامه، مازال يحظى بالترحم في كل ذكرى لاغتياله، ذكرى حل لأجلها عمال ونقابيون، قادة وبسطاء على متن حافلات من بعض الولايات لوضع أكاليل من الزهور أمام النصب التذكاري المخلد لروح فقيد النقابة الوطنية وفقيد الشعب، الذي قال قبل أن يلفظ أنفسه الأخيرة: “خدعونا.. خويا كريم”، ثلاث كلمات دفع ثقلها أحد المتورطين باغتياله ليقول إن الجيا قتلته. وتفصيلا، الرجل المعروف بدفاعه عن مقومات الجمهورية والديمقراطية، قتله إرهابي، اسمه جعفر كان رفقة اثنين من مرافقيه، هما فريد ومختار، فركز جعفر على الفقيد عبد الحق، بينما الآخران ركزا على الحرس الخاص لعبد الحق.وعرفت “العالية”، أمس، حشدا من المخلدين للذكرى الـ18 لرحيل واحد ممن كانوا رقما مهما في تجاذبات الحل والربط عندما اقتربت البلاد من الهاوية، فالتحق بالمكان كل من وزير العمل محمد الغازي ووزير الفلاحة عبد الوهاب نوري، كما حضر أعضاء الأمانة الوطنية للمركزية النقابية على رأسهم عبد المجيد سيدي سعيد، أما الوافد الذي خطف الأضواء بالعالية، فهو صاحب النظارة السوداء التي كانت تتراءى من بعيد على وجه لا يكف عن الابتسامة، وفعلا، كان سيدي سعيد يرسل لعمار سعداني ما يضحكه، وهو ملفوف بـ”قشابية” بنية اللون ومحاط بالكثير من البشر، ومنهم قيادات حزبية، ومناضلون بينهم من ينتمي للأفالان ومنهم من لا ينتمي إليه، لكنه يفضل قربه من سعداني على قربه من رئيس حزبه..وضعت أكاليل من الزهور وبعضها جيء به من وادي سوف، كما قال أحد القائمين على إحياء الذكرى، وقرئت الفاتحة على روح الفقيد، من قبل ميلود شرفي، رئيس سلطة الضبط السمعي البصري، واسترسل أحد رفاق الفقيد، وأمامه “حمزة”، نجل بن حمودة، قائلا “كان رمزا نقابيا محنكا، الكل يتذكر أن أول من أسس اللجنة الوطنية للدفاع عن الجزائر، إنه كان يدافع عما دافع عنه الرئيس بوتفليقة.. إطفاء نار الفتنة”، وكان الفقيد بن حمودة عبّر عن ذلك وهو حي بمقولته الشهيرة “نحن نحيا في هذا الوطن، وهذا الوطن يحيا فينا، ولا ظل ولا تاريخ ولا حرية ولا هوية ولا ديمقراطية، إلا بين أحضان هذا الوطن”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات