التقاعد لرجال الأمن فقدان للحضور الاجتماعي

+ -

 يرى الأستاذ يوسف حنطابلي، المختص في علم الاجتماع من جامعة البليدة، أن رجال الأمن، خاصة المنتمين إلى الجيش الشعبي الوطني، عندما يحالون على التقاعد، يشعرون بالعزلة وبفراغ رهيب، لأن علاقتهم الاجتماعية كانت مرتبطة بوظيفتهم، ولكن مع مرور الزمن يكتشفون أنهم فقدوا أشياء كثيرة في حياتهم.  وأبرز محدثنا، موضحا في تصريح لـ”الخبر”، “التقاعد بالنسبة لرجل الأمن يعني فقدان الحضور الاجتماعي، ما يجعله يبحث عن أي تعويض لهذا الحرمان، ليصبح أكثر حضورا واقتحاما لذاته، من خلال ربط علاقات عائلية، بل وحتى إعلامية، بممارسة حرية التعبير المحروم منها طوال سنوات تواجده في المؤسسة الأمنية”. وأضاف حنطابلي أن الموظف في سلك الأمن يكتشف مع مرور الزمن أنه فقد أشياء كثيرة في حياته، لاسيما الحياة العائلية التي تعتبر مجرد “حالة طارئة بالنسبة لديه، خاصة بالنسبة للمنتمين للمؤسسة العسكرية مبكرا”.من جهته، قال الدكتور في علم الاجتماع بجامعة الجزائر، نور الدين بكيس، إن المؤسسات النظامية تترك بصماتها على الفرد بحكم الأخلاقيات والسلطة “التراتبية” ومبدأ التحفظ في التعامل مع أفراد المجتمع، فخروج رجل الأمن إلى التقاعد يجعله في غنى عن الاصطناع وتبرير أخطاء المؤسسة الأمنية، وبالتالي يبدأ في استرجاع جزء مهم في شخصيته وقناعته، من خلال انتقاد الأوضاع، والتبرؤ من أخطاء النظام السياسي مثلا.وأشار محدثنا إلى أن الانتقال من جهازي الأمن والجيش إلى التقاعد صعب عموما، فهناك نوع من الحذر والتوجس، هم بحاجة إلى فترة طويلة لإعادة الاندماج في المجتمع، علما أن الكثير منهم يتنقلون إلى مؤسسات أمنية خاصة بعد إحالتهم على التقاعد، نظرا لتجذر أخلاقيات المؤسسة الأمنية فيهم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: