+ -

إن كان بعض الصائمين يحاولون كظم غضبهم نجد آخرين، أصبح هذا الضيف ثقيلا على قلوبهم، يجعلون الصيام الشماعة التي يعلقون عليها أخطاءهم، فيثورون لأتفه الأسباب وبأي مكان يقصدونه، في الطرقات، الأسواق، مراكز البريد، المراكز التجارية، محطات نقل المسافرين، محطات البنزين، بل وحتى المساجد. قبيل دقائق من رفع المؤذن أول تكبيراته إيذانا بدخول وقت الإفطار، يقبع العديد من الصائمين في غرف الحجز والحبس المؤقت بسبب غلطة أو تهور، فيما يعلق هؤلاء السبب الرئيسي وراء كل ذلك بقولهم “الله غالب رمضان غلبني”، غير أن واقع الحال يقول إن رمضان براء منهم كبراءة الذئب من دم يوسف.شجار حول مكان لركن سيارة ينتهي بالسجنتعج مختلف المحاكم عبر الوطن بأحداث تقع في نهار رمضان. ورغم أن السبب يبقى تافها للغاية، إلا أن ردة الفعل تكون كبيرة. فمن بين أبرز الأمثلة التي وقفت عليها “الخبر”، تورط أحد الإطارات السامية بجامعة سطيف في مشاجرة قبيل الإفطار، حيث ركن سيارته أمام أحد المواقف المحجوزة لبنك في وسط المدينة، وطلب من عون الأمن إمهاله 5 دقائق فقط للصعود إلى منزله ووضع بعض المقتنيات، غير أن عون الأمن لم يسمح بذلك، فتفوه الآخر بكلام غير مقبول، فثارت ثائرته وتوجه مباشرة نحوه وضربه برأسه على مستوى الأنف، ملحقا به إصابات بليغة، قدرها الطبيب الشرعي بـ20 يوما عجزا. وبدل أن يفطر العون مع العائلة، وجد نفسه في مركز الشرطة للتحقيق معه، بل وحكم عليه بشهرين حبسا نافذا و50 ألف دينار كغرامة.غير بعيد عن هذا الموقف، عالجت مصالح الأمن قضية أخرى تتعلق ببائع للخضر والفواكه في سوق بحي 1014 مسكن الذي يعرف توافدا كبيرا طيلة فترات النهار، غير أن بعض الزبائن يفضّل آخر النهار لولوج السوق وشراء بعض الفواكه حتى تأكل طازجة.وبينما كان أحد الباعة يقوم بوزن العنب لإحدى السيدات، توافد عليه أربعة آخرون بحكم أن باقي الباعة أغلقوا محلاتهم من أجل الذهاب للفطور مع عائلاتهم، وبقي البائع الوحيد الذي لديه كمية من العنب، فاحتار في كيفية تقسيمها، فيما أصر أحد الزبائن على شراء الكمية كاملة، ما جعله يدخل في سجال بين باقي الزبائن، لكن البائع وفي لحظة معينة، فقد السيطرة على نفسه، وقام بإخراج عصى غليظة ضرب بها ذلك المشتري، فنزل الدم بكثافة من على رأسه، لينقل الزبون إلى مصلحة الاستعجالات والبائع إلى مركز الشرطة.وبمنطقة واد الحجر ببلدية ديدوش مراد في ولاية قسنطينة، أقدم المدعو “م.ك”، وبسبب مشاكل وقعت بينه وبين زوجته وأم أطفاله الثلاثة خلال أيام رمضان 2012، على قتلها في وضح النهار أمام المارة وحاول الفرار بعدها، حيث قام هذا الأخير بتوجيه العديد من الطعنات لزوجته، هذه الأخيرة التي اتجهت نحو مجلس قضاء زيغود يوسف من أجل إيداع شكوى ضده بعد أن تعرضت للضرب المبرح من طرفه وتهديده لها بالقتل، وبمجرد خروجها من المحكمة قام الجاني الصائم بالترصد لها وسحبها لمسافة ووجه لها ثلاث طعنات متتالية في أنحاء مختلفة من جسمها أردتها قتيلة، فيما حاول هو الهرب.كما وقعت جريمة قتل بمنطقة بومرزوق ببلدية قسنطينة في الساعات الأولى من صباح اليوم الرابع من رمضان 2013 وتحديدا في الساعة 11 صباحا، حيث قام ستيني بقتل جاره بسبب نزاع حول حديقة، بعدما احتدم الصراع بينهما، قبل أن يقوم المتهم بتوجيه طعنات للضحية بسلاح محظور ومحاولة ذبحه لولا تدخل ابن هذا الأخير، وقد هرب نحو مسجد حي المنى وظل فيه ولم يسلم نفسه إلا بعد حوالي 5 ساعات من وقوع الجريمة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: