العصبية عند الجزائرييـن مفتعلة وسلـوك أناني

38serv

+ -

قال الدكتور النفساني محمد لوصيف إنه قبل أن نتحدث عن مفهوم كلمة “عصبي”، يجب أن نحددها عند الجزائريين، حيث إن هذه العصبية لا نجدها إلا في الأشياء السلبية ولا نجدها في الإيجابية، من منطلق الفكرة المنتشرة “الجزائري دمه ساخن”، موضحا في السياق ذاته أن الانفعال نجده في سرعة الضرب والشتم، أما في الحالات التي تتطلب التدخل نجد أن هذا الدم يتحول بسرعة إلى بارد.ورفض الدكتور لوصيف التصنيف الذي يضع سكان البحر الأبيض المتوسط في قائمة الشعوب شديدة الانفعال والعصبية، حيث أعطى مثالا بالشعب التونسي والمغربي اللذين هم من الشعوب الهادئة، وهنا يطرح التساؤل حول هل العصبية طبيعية أم مفتعلة؟ مضيفا أن تشريح هذا السلوك أي سرعة القلق والنرفزة راجع إلى التربية والقيم التي تحصل عليها هذا الإنسان، سواء من عائلته أو المحيط الذي يعيش فيه ولم يتعلم حب واحترام الآخر، لأنه، حسبه، من المفروض أن ثقافتنا وتربيتنا الإسلامية هي التي تجعلنا هادئين ومطمئنين والآن نرى عكس ذلك.وأوضح المتحدث أن سلوكات السب والشتم والضرب وحتى الاعتداء على الطبيعة، نجدها منتشرة جدا وتفسر بالنرفزة. بالمقابل، فإن عمليات السرقة التي تطال مثلا النساء في الشارع والأفعال التي لا ترضي المجتمع والأوساخ المنتشرة في الأزقة وتخريب الأماكن العمومية ورمي المأكولات، لا تحتاج، حسب هؤلاء، إلى تحرك وانفعال إيجابي، وهو ما اعتبره نوعا من الأنانية الاجتماعية، فيما قال إنه إن صنف الغضب السريع حالة مرضية فنجزم بأن أغلبية الأفراد يعانون أمراضا نفسية ولديهم شخصية غير سوية، إنما أقنعنا أنفسنا بأننا سريعو الغضب حتى وإن كان هناك ضغط بسبب ظروف الحياة المتغيرة.وعن تكرر مشاهد وسلوكات العنف والانفعال في رمضان، فقال إنها عادة أثرت فيها ظروف المحيط والتربية إلى جانب انعدام التحضير النفسي الفعلي قبيل بداية هذا الشهر، فكلما اقتربت أيامه كلما كان الجميع تحت الإحساس بالضغط الذي تنعدم فيه مظاهر السرور والابتهاج، وهو المنطلق الخاطئ، حيث إنه من الأصح أن يعيش الصائم مع الفرح باعتباره مسلما في الشهر الفضيل وتكون فيه طاعة لمن نحب والشعور بالرضى وهي متعة نفسية. إضافة إلى ذلك، فإن انقطاع الفرد عن التدخين والمشروبات الكحولية وعن بعض الممارسات التي تعود عليها، وإقلاعه عنها إجباريا طيلة شهر كامل، يولد رفضا داخليا للإنسان وبالتالي يرى نفسه منفعلا. واعتبر الدكتور عامل نقص النوم له جانب من الانفعال، فالإنسان يكون متعبا جسديا ونفسيا، ويرى الدقيقة ساعة والساعة يوما، وهو ما يسمى نفسيا “إدراك الزمن النفسي” وهنا الانفعال عاديوتحدث لوصيف عن مبدأ نفسي واجتماعي خاطئ في مجتمعنا هي “يغلبو رمضان”، وهي مقولة خاطئة جدا لها وقع حاد على سلوكاتنا وذهنياتنا، وفيها إيحاء على أن رمضان سيجعل الإنسان دائم التعب وثقيلا نفسيا، وهو ما جعلنا نرى صورة الشجار في رمضان، قائلا إن أحد الأجانب الذي كان مقيما في الجزائر شهر رمضان “شبه الصوم في رمضان بحلبة مصارعة الثيران، وقال إن رمضان في الجزائر هو الشجار فقط”، مشيرا إلى أن الناس بدأت تتخلى عنه لكن النسبة تبقى ضعيفة جدا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: