أب يتحول إلى وحش كاسر وينهش لحم حليلته وفلذة كبده

+ -

لا زال سكان حي “إيسطو أش آل آم” بوهران يتذكرون ما حدث للأم حنان وابنتها سارة اللتين تعرضتا لجريمة قتل بشعة يندى لها الجبين، عندما أقدم الزوج والأب على ذبحهما على الساعة الثانية صباحا وهما نائمتين، حيث لم يصح أحد من الكابوس الذي يعيش فيه منذ حدوث الكارثة التي كان لها وقع على سكان وهران خاصة والجرائر عامة، لما تحمله من معاني القسوة وانعدام الرحمة من قِبل أب تجاه أحب الناس إليه؛ قرة عينه وفلذة كبده.بكاؤها لم يحرك مشاعرهكانت الأم حنان ورضيعتها سارة تنامان في سبات عميق في الوقت الذي كان رب العائلة عبد القادر ساهرا مع أصدقائه من أبناء الجيران دون أن يبدو عليه أي توتر نفسي. وعلى الساعة الثانية صباحا أيقظها السكين الذي مرره زوجها العائد من السهرة على رقبتها بينما كان يهمّ بذبحها. وحينها أطلقت العنان لصراخها الذي أيقظ قرة عينها، التي انفجرت هي الأخرى بالبكاء المدوي دون أن تعلم أنه في تلك اللحظة كان أبوها قد شرع في تنفيذ الإعدام الذي حكم به عليها وعلى أمها.وحتى ترق قلبه راحت الأم تستجديه وتترجاه بكل ما أوتيت محاولة التأثير عليه حتى لا يرتكب جريمة يندم عليها، لكن عاطفة الأبوة والزوج لم تتحرك داخل وجدانه بعد أن فقد عقله وصوابه، حيث راح يذبحها كما تذبح الشاة قبل أن يقضي على ابنته الوحيدة بطريقة بشعة وكأنه وحش مفترس يريد التخلص ممن حوله، فتركهما تسبحان في حمام من الدم، قبل أن يحاول الانتحار ذبحا وكأنه كان يريد “أن يمسح نفسه وعائلته من على وجه الأرض”.وكما أوردته مصادر قريبة من التحقيق، فإن الأب قام بذبح زوجته من الوريد إلى الوريد، وقبل أن تلفظ آخر أنفاسها توجه صوب ابنته ووجّه لها طعنةفي بطنها وحينها حاولت الأم إنقاذها فتشبثت بذراعه. وفي تلك اللحظة عاد إليها وكرر ذبحها للمرة الثانية حتى أرداها قتيلة إلى جانب رضيعتها “سارة”.المشاكل العائلية والمخدرات هي السبب؟ذكر مقربون من عائلة الضحية أن مشاكل كانت واقعة بين الزوج عبد القادر وزوجته المرحومة “حنان” أدت إلى اختيار الأخيرة المكوث في بيت والديها بحي “فرنان فيل”، تفاديا للوضع المعيشي المشحون الذي أرقها. وبعد حوالي شهر من مدة “غضبها” توجه إليها زوجها ليعيدها إلى مسكنه مع والديه بحي “إيسطو آش آل آم”، وحينذاك رفض إخوتها السماح له باصطحابها إلى منزل عائلته ووقعت بينه وبينهم مناوشات انتهت بمشادات.وعلى خلفية ما حدث عاد إلى بيته وروى لوالدته ما جرى، ما دفع الأخيرة إلى التوجه لبيت عائلة زوجته علها تستطيع إقناعها بمرافقتها إلى عشها الزوجي، وهذا ما أفلحت فيه حيث استحت “حنان” من أم شريك حياتها ورافقتها إلى بيتها.وحين وصول “حنان” بيوم قبل الجريمة تذكرت أنها نسيت دفتر تلقيح ابنتها التي كان من المفروض أن تُطعّم في اليوم الموالي في منزل والدها، ما جعلها تهتف لأخيها وتطالبه بإحضاره لها، ولما وصل شقيقها إلى منزل عائلة الزوج أغلقت أم الزوج الباب في وجهه، وهذا ما أثار غضب أخته التي انتفضت جراء هذا السلوك. وبقيت الأجواء مشحونة إلى أن جاء موعد الثانية صباحا من اليوم المشؤوم، ووقعت الواقعة الأليمة التي هزت وهران وحركت مشاعر الملايين من الجزائريين.ولم تكن هذه المشكلة العائلية السبب الوحيد في إقدام أب على إعدام ابنته وأمها، بل إن مصادر طبية بالمركز الاستشفائي الجامعي بوهران أكدت أن التحاليل التي أجريت للأب الجاني أثبتت أنه كان تحت تأثير المخدرات، حيث تناول أكثر من 5 أقراص مهلوسة قبل ارتكاب جريمته.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات