+ -

شخص مصاب بمرض مزمن، وهو داء السكري، والأطباء أوجبوا عليه الإفطار في رمضان، فهل يصوم طاعة لأمر الله؟ وماذا عليه إذا أفطر؟  قال تعالى: “ولاَ تُلقُوا بأيديكُم إلى التَّهلُكة وأحْسِنوا إنّ اللهَ يحبّ المُحسنين” البقرة:195، وقال سبحانه وتعالى: “ولا تقتُلوا أنفسَكم إنّ الله كان بكم رحيمًا * ومَن يفْعَل ذلك عُدوانًا وظُلمًا فسوف نُصليه نارًا وكان ذلك على الله يسيرًا” النّساء:29-30، فالمريض إن أمره الطبيب الأمين الموثق في دينه وأمانته بالإفطار وعدم الصوم وجب عليه الإفطار وحرم عليه الصّوم، لأنّ في صومه إهلاكًا وقتلاً لنفسه، وإن صبر ورضي بما قدّر الله له من المرض، فإنّ له أجر الصّائمين بإذن الله.وعليه أن يطعم عن كلّ يوم مسكينًا كما ورد في صحيح البخاري عن ابن عبّاس رضي الله عنهما، ومقدار الإطعام هو مقدار ما يأكل مسكين حتّى الشّبع، وقيل: مقدار وجبته المتوسطة.وإن مرض الصّائم مرضًا أفطر على إثره ويرجى برؤه منه يقضي ما أفطره صومًا بعد انقضاء رمضان، قال تعالى: “فمَن كان منكم مريضًا أو على سفر فعِدّة من أيّام أُخَر” البقرة:184.هل يجوز إعطاء كفّارة الصّوم لشخص واحد فقط؟   إذا كنت تقصد بالكفّارة هنا ما يترتّب عن انتهاك حُرمة رمضان بجماع أو أكل عمدًا، فإنّه لا يجوز إطعام مسكين واحد ستين مرّة، بل يجب إطعام ستين مسكينًا عدًّا وتكرارًا، أمّا فدية الصّيام وهي ما يترتّب على الإطار في رمضان لعذر كمرض مثلاً وهي إطعام مسكين عن كلّ يوم أفطره، فإن عدد المساكين يتعدّد بتعدّد الأيّام، الّتي أفطر فيها بدليل قوله “وعلى الّذين يُطيقونَهُ فِدْيَةُ طعام مسكين” البقرة:184، وإذا تعذّر العثور على أكثر من مسكين جاز عندئذ إطعام مسكين بعدد الأيّام، وجبت فيها الفدية، والله أعلم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات