38serv

+ -

ما سبب عجز الجيش المصري عن صد هجوم واسع في سيناء، بالرغم من إعلانه مرارا قضاءه على الإرهاب؟ السيطرة على سيناء تتطلب عملا سياسيا أولا، وتتطلب محاربة الإرهاب واستيعابا للتيارات الإسلامية المعتدلة في الحياة السياسية، وجماعة الإخوان المسلمين كان لها جذور قوية في المجتمع. وبما أنه تم تجريدها وتشتيتها بالقوة، فإن البلاد تواجه انعكاسات سيئة ينتج عنها نشأة جماعات متطرفة تخرج عن سيطرة جميع السياسيين المعروفين والمتمسكين بالحل السلمي. وفي الواقع، مهما كانت إمكانيات الجيش، فإن الإرهاب في سيناء ينمو بفعل القمع السياسي وانتقال عدد متزايد من المعارضين الإسلاميين فرادى أو في جماعات صغيرة إلى العنف، بالرغم من تمسك قياداتهم بالحل السلمي.لماذا لجأ الأمن المصري إلى تصفية قادة الإخوان؟ لأسباب سياسية، حيث تعرّض الرئيس مرسي عندما كان رئيسا إلى حملة احتجاجية قوية جدا بنزول الملايين من المصريين إلى الشارع يطالبون برحيله، وطبعا الجيش حريص على استقرار الدولة وكان مستعدا للتضحية بالحكومة والرئيس المنتخب. ومن جهتها، اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين ذلك مساسا بالشرعية، لأنه تم انتخابهم بكل شرعية وفي انتخابات ديمقراطية، وسؤالهم كان: لماذا تستبدلون شرعية بأخرى؟ وطبعا جرت المواجهة وأراد الجيش أن يبين في هذه المواجهة بأنه هو الطرف المسيطر، وانتقل من معركة سياسية إلى معركة عقائدية، حيث ذهب الحكم الراهن إلى حد المزج بين الإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة، ولم يعد يميز بين الإخوان المسلمين وداعش. طبعا بنت السلطة روايتها على أنهم كانوا إرهابيين منذ البداية، لكن الإخوان المسلمين مازالوا متشبثين بالمعارضة السلمية.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات