+ -

بدأت أولى ارتدادات ارتفاع درجات الحرارة المتواصلة، منذ عشرة أيام، تلقي بظلالها في الواقع، زادها بداية تسجيل أولى حرائق الغابات، متسببة في خسائر معتبرة، في وقت بدأت تتعالى أصوات محتجين مطالبة بالماء بسبب انقطاعاته عبر ولايات مختلفة، كما قلّصت من جانبها المؤسسات الكبرى في ساعات العمل مع تغيير في نظام مناوباتها.استمرار ارتفاع الحرارة طيلة الأسبوع تسببت موجة الحر التي تجتاح ولايات الوسط والغرب، منذ أكثر من أسبوع، في ارتفاع عدد تدخلات الحماية المدنية التي تجاوزت 2400 تدخل في الـ24 ساعة الأخيرة، في حين ارتفع معدل الحرائق عبر الغابات وشهدت الشواطئ إقبالا واسعا بلغ أكثر من 89 ألف مصطاف، في الوقت الذي توقّعت مصالح الأرصاد الجوية استمرار موجة الحر طيلة هذا الأسبوع.حسب ما صرح به المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، نسيم برناوي، لـ”الخبر”، فإن عدد التدخلات يرتفع بين يوم وآخر، خاصة مع استمرار موجة الحر المسجلة منذ أكثر من أسبوع، أين بلغت التدخلات الأخيرة 2460 تدخل، من بينها حالات تم تحويلها إلى المستشفيات، كالإغماءات والغثيان وحالات كبار السن والأمراض المزمنة، كما تم تسجيل حرائق في ولايات مختلفة، يضيف برناوي، منها جيجل، وتيسمسيلت، وتيزي وزو، قدرت الخسائر بها 49 هكتارا، فيما بلغت الخسائر الخاصة بالأدغال 38 هكتارا، و4203 شجرة مثمرة. كما أدت موجة الحر إلى تسجيل حالة وفاة بسطيف، بعد إقدام الضحية على السباحة في أحد سدود المنطقة، لترتفع حصيلة الوفيات الناتجة عن السباحة في المسطحات المائية إلى 27 حالة، 17 منها منذ حلول شهر رمضان، فيما ارتفع عدد المقبلين على شواطئ البحر، ليصل العدد إلى 89 ألف و200 مصطاف.من جهتها، أعلنت مصالح الأرصاد الجوية استمرار موجة الحر، طيلة هذا الأسبوع، أين ستنخفض قليلا، هذا الأربعاء، على أن تعود لنفس المعدل المسجل حاليا يوم الخميس، يصل معدلها في المناطق الداخلية 42 درجة، وهو المقياس الذي سيؤدي إلى استمرار الارتفاع حتى ليلا.أما عن أسباب هذا الارتفاع، فقد أكدت المصالح ذاتها أنها ناتجة عن كتلة هوائية ساخنة قدمت من الجنوب، وتمركزت في البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا وأوروبا، حيث تشهد كل هذه المناطق ارتفاعا في درجات الحرارة منذ أكثر من 10 أيام، وهي مدة طويلة لم يسبق وأن سجلتها مصالح الأرصاد الجوية، في انتظار تلاشي هذه الأخيرة لعودة درجة الحرارة إلى معدلها الطبيعي.وقد سجلت ولايات الوطن حالة “طوارئ” بسبب موجة الحر، ففي ولاية البليدة سجلت الوحدات الاستشفائية المتخصصة، تحويل أكثر من 1000 حالة استعجالية على مصالحها في أيام الحرارة المرتفعة والصيام. أما في ولاية تيبازة، فقد عاش سكان بلدية مناصر، أمس، الأمرّين بسبب اندلاع حريق بغابات أعالي البلدية نتيجة ارتفاع الحرارة. وكشفت مصالح الحماية المدنية عن خسائر الحرائق التي شهدتها الولاية، في الفترة بين 28 جوان إلى 4 جويلية، التي بلغ عددها 20 حريقا، منها 15 حريق غابات وأدغال. في المقابل، يعيش سكان الولايات الغربية حظر تجوال خلال النهار بسبب موجة الحرارة الشديدة المسجلة في الأيام الأخيرة، يضاف إليها انقطاعات التيار الكهربائي وأزمة عطش في “دواوير” بولايتي غليزان ومعسكر، أدت إلى احتجاج المواطنين.كما أتت، أمس، ألسنة النيران بولاية تيسمسيلت على 20 هكتارا من محصول القمح في إحدى المناطق الخصبة وذات الجودة في بلدية عماري، حيث أفادت مصالح الحماية المدنية أن الحريق استغرق إخماده أكثر من ساعة باستعمال شاحنتي إطفاء، وتمكنت من حماية المحصول المتبقي على مساحة 60 هكتارا و400 رزمة تبن.انتفاضة العطش وتهديد بتصعيد الاحتجاجات

خلّف الانقطاع المتواصل للمياه في عز أيام الحر ورمضان، موجة احتجاجات عارمة عبر مناطق مختلفة من الوطن، طيلة هذا الأسبوع، وزادت حدتها في اليومين الماضيين، أين اشتعلت الاحتجاجات في مناطق متفرقة، وامتدت إلى فروع مؤسسة توزيع المياه بعد نفاد صبر المواطنين على انقطاع الماء، طيلة شهر رمضان، الذي يوشك على الانتهاء، وكان ذلك بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات