توقيف 35 شخصا وتسليح قوات التدخل ولجنة تحقيق

+ -

 غيّر قائد الناحية العسكرية الرابعة المشرف على تسيير الوضع الأمني في غرداية قواعد الاشتباك أو طريقة تعامل وحدات التدخل للأمن والدرك مع المشاركين في أعمال العنف الطائفي في غرداية، ونشرت قيادة الجيش 4 آلاف عسكري في محيط غرداية للتدخل عند اقتضاء الضرورة. من جهة أخرى، قرر الرئيس بوتفليقة تشكيل لجنة تحقيق من أمن الجيش لتحقيق حول انزلاق الوضع في غرداية.أمر الرئيس بوتفليقة، حسب مصدر عليم، في ساعة متأخرة من مساء يوم الأربعاء، تكليف قيادة مديرية أمن الجيش بتشكيل فريق محققين، من أجل إعداد تقرير حول سبب التدهور المفاجئ والخطير للوضع في ولاية غرداية، وشبهات تهريب أسلحة ووصولها إلى هذه الولاية.محققو أمن الجيش في الميدانوقد شوهد فريق التحقيق الأمني في غرداية والڤرارة يوم أمس الخميس، وكان يضم 7 محققين. وتشمل مهمة لجنة التحقيق إعداد تقرير مفصل حول ما وقع أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء في كل من الڤرارة وبريان، وسبب تحول المواجهات في الڤرارة بشكل مفاجئ إلى اعتداءات ومواجهات مسلحة.من جهة أخرى، اجتمع الوزير الأول، عبد المالك سلال، فور وصوله إلى مدينة غرداية ظهر أمس، بكل القيادات الأمنية في الولاية وتواصل الاجتماع لما يزيد عن ثلاث ساعات، قبل الاجتماع بالسلطات المدنية. وفي الاجتماع استمع الوزير الأول إلى تقارير حول المخطط الأمني الجديد الذي يتضمن إفساح الفرصة أمام وحدات التدخل لكي تمارس القوة ضد المشاركين في أعمال العنف.الشروع في حملة توقيفات ومداهمات أمنيةعلى صعيد آخر، أوقفت قوات أمنية 35 شخصا في الڤرارة وغرداية وبريان، أمس، حسب مصادر من الدرك والشرطة، بشبهة المشاركة في أعمال العنف الطائفي. وفي السياق ذاته، وافقت نيابة محكمة غرداية على توقيف القيادي في حركة المواطنة الميزابية فخار كمال للتحقيق معه حول تهم إهانة هيئة نظامية. وقال مصدر قضائي إن الشرطة حوّلت ملف اتهام ثقيل ضد فخار كمال و3 من أعضاء الحركة يتضمن إهانة هيئات نظامية في بيانات وتسجيلات مصورة والتحريض على التجمهر والقذف في حق أشخاص وجماعات، بالإضافة للانتماء والنشاط في جمعية غير مرخصة.تغيير إستراتيجية وتكتيك التدخلعمليا، قرر قائد الناحية العسكرية الرابعة، اللواء شريف عبد الرزاق، حسب مصدر أمني، تغيير قواعد الاشتباك التي تحكم عمل القوات الميدانية. وقال المصدر ذاته إن تغيير قواعد الاشتباك يشمل إجراءين اثنين، الأول هو السماح لقوات التدخل بحمل أسلحة نارية والثاني إمكانية تدخل فرق عسكرية من الجيش لإسناد وحدات التدخل في حالة فشلها في السيطرة على الأوضاع. وقد دخل، حسب مصادرنا، المخطط الأمني الجديد لتسيير أزمة غرداية حيز التنفيذ بعد مصادقة المجلس الوزاري عليه، ويتضمن تفويض الجيش بالتدخل في غرداية في حالة فشل وحدات التدخل التابعة للدرك والشرطة في فرض الأمن والنظام في المناطق الساخنة بمدن غرداية وبريان والڤرارة.وتشير المعلومات المتاحة إلى أن ما لا يقل عن 4 آلاف عسكري هم الآن على أهبة الاستعداد للتدخل في غرداية، في حال فشل قوات الشرطة والدرك في فرض الأمن والنظام في مدن الڤرارة وغرداية وبريان. وقررت قيادة الجيش الوطني الشعبي جملة من الإجراءات لحصار الوضع الأمني الخطير في غرداية. وقال مصدر أمني رفيع إن الإجراءات التي تقرر اتخاذها تشمل تسليح عناصر وحدات التدخل التابعة للشرطة والدرك العاملين في المنطق الساخنة أولا، ثم استدعاء قوات عسكرية لتعزيز هذه الوحدات عند اقتضاء الضرورة في مرحلة ثانية، وتنفيذ عمليات إغاثة إنسانية عند اقتضاء الضرورة لصالح المدنيين بوسائل عسكرية في مرحلة ثالثة.أكثر من 8 آلاف دركي وشرطي في المناطق الساخنةوقال مصدر عليم إن تحقيقا أوليا أكد أن وحدات التدخل التابعة للدرك والشرطة التي تم نشر أكثر من 8 آلاف عنصر منها في المناطق الساخنة بولاية غرداية باتت عاجزة عن مواجهة الوضع، بسبب أن تسليح وحدات التدخل كان عبارة عن بنادق مجهزة برصاص مطاطي وقاذفات للغاز المسيل للدموع، وخلال الساعات الحرجة في الڤرارة كانت أغلب هذه القوات عاجزة عن احتواء الوضع، بسبب أن المواجهات كانت باستعمال أسلحة نارية. وقد تقرر بناء على التطورات الجديدة تجهيز عناصر وحدات التدخل بأسلحة نارية من أجل استعمالها في حالة تدهور الأوضاع.الجيش في حالة طوارئ ومرحلتين لوقف العنفمن جهة أخرى، أنهت في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء قيادة الجيش نشر 4 آلاف عسكري هم 5 كتائب قتالية كاملة التجهيز في قواعد عسكرية جوية في ورڤلة والأغواط والمنيعة وفي ثكنة عسكرية في غرداية. وقال مصدر أمني إن نشر القوات جاء في إطار خطة للانتشار السريع عند اقتضاء الضرورة في المناطق الساخنة في غرداية. وقال مصدرنا إن قيادة الجيش أعدت خطة من مرحلتين لمواجهة أي تدهور للوضع في غرداية.وتتضمن المرحلة الأولى التي بدأ العمل بها مساء يوم الأربعاء تسليح وحدات التدخل بأسلحة نارية، أما المرحلة الثانية فتقضي بنشر الجيش في مدن غرداية والڤرارة وبريان، على أن يكون في مهمة إسناد مباشر لقوات التدخل التي تتكفل هي بمهمة التصدي لأعمال العنف. كما تقرر تشديد إجراءات التفتيش في الحواجز الأمنية وتفتيش عشرات البيوت التي تشتبه مصالح الأمن في أنها تحوي أسلحة في الڤرارة بريان وغرداية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: