38serv

+ -

لم يمض الأسبوع الأول على إصدار العفو الرئاسي في الخامس جويلية الماضي، حتى عاد المستفيدون من العفو إلى “ضلالهم القديم”، موقّعين عدة جرائم تنوعت بين القتل والسرقة والاعتداءات بالأسلحة البيضاء وحروب الشوارع وتعاطي المخدرات وترهيب المواطنين، وهو مشهد يتكرر كل مناسبة يترقب فيها المساجين “تأشيرة العفو” لمغادرة أسوار المؤسسات العقابية للعودة إليها في ظرف قياسي.جرائم بتوقيع المفرج عنهموسيم حافظ القرآن قتل من أجل “تابلات”لا يلبث المسبوقون قضائيا أن يعودوا إلى نشاطهم الإجرامي ما إن يغادروا أسوار السجن “ببركة العفو الرئاسي”، وهم متأكدون أن مكانهم في سجون تضمن لهم رفاهية قد لا يجدونها حتى في بيوتهم في الحفظ والصون، في انتظار عودتهم.لاتزال ولاية باتنة تبكي الشاب ياسين بوقرن ذا 18 ربيعا، الذي لقي حتفه عشية العيد على يد مسبوق قضائيا، أزهق روحه بعد أن وجه له سبع طعنات بخنجر أنهت حياته قبل بلوغه المستشفى.وكان الضحية رفقة شقيقه التوأم متواجدين بالحديقة المحاذية للمسجد الكبير أول نوفمبر بمدينة باتنة، بعد مغادرتهما المسجد الذي يترددان عليه لحفظ القرآن، عندما باغتهما مسبوق قضائيا أطلق سراحه في العفو الرئاسي الأخير، وحاول سرقة لوحة رقمية كانت بحوزة الضحية، وعندما قاومه وجه له طعنات قاتلة، وأصاب شقيقه التوأم الذي حاول إسعاف أخيه إلا أن الموت كان أسبق.وأحدثت الجريمة غليانا شعبيا في المدينة، بسبب انعدام الأمن في الأماكن العمومية، وعدم قدرة مصالح الأمن على السيطرة على ظاهرة حمل أسلحة بيضاء أصبحت موضة في المدينة.وفي ولاية بلعباس لقي شاب في العشرين من عمره حتفه، قبل ثلاثة أيام، على يد شخص استفاد من إجراءات العفو الأخيرة. وقعت الجريمة الأولى في حدود الساعة الواحدة من صبيحة يوم الاثنين الماضي بقبو يقع بحي “لوندو” بمدينة سيدي بلعباس، عندما نشب شجار عنيف بين الضحية والجاني، ليوجه هذا الأخير طعنة قاتلة لغريمه، ليسلم الروح في عين المكان ويعود قاتله إلى السجن الذي غادره قبل أيام.وفي ولاية تيزي وزو هاجم، أول أمس، مسبوق قضائيا أطلق سراحه أيضا في العفو الرئاسي الأخير، محافظة الشرطة بمدينة ذراع بن خدة بولاية تيزي وزو. وتوجه الأخير رفقه صديقه في حدود الساعة الخامسة صباحا إلى مقر المحافظة مصحوبين بكلب، وشرعا في رشق مقر المحافظة بالزجاجات والأحجار، وحاول الشرطي الذي كان بمدخل المبنى دعوة الشابين إلى مغادرة المكان فورا، إلا أنهما قاما بتحريض الكلب على مهاجمة الشرطي الذي أطلق النار من سلاحه، ليصيب أحدهما بجروح على مستوى البطن، فيما فرّ مرافقه.وفي ولاية الجلفة انتفض سكان بلدية المعبد وتجمعوا الأحد الماضي أمام مقر فرقة الدرك الوطني، احتجاجا على ما أثارته عصابة سطو وسرقة محترفة في سرقة المواشي والمطالبة بتسليط عقوبات صارمة على أفرادها، خاصة رأسها المدبر المسبوق قضائيا والذي أطلق سراحه في العفو الرئاسي الأخير في 5 جويلية، لكنه عاد إلى نشاطه القديم أياما فقط بعد إطلاق سراحه.واعتبر الموالون أن عدم سنّ أحكام قضائية صارمة في مثل هذه القضايا، عامل مشجع لهؤلاء للعودة إلى نشاطهم الإجرامي لأنهم يعلمون أنه في حالة توقيفهم لن تكون العقوبات ثقيلة. يذكر أن آخر أرقام مصالح الشرطة الجزائرية أشارت إلى أن رمضان 2015 شهد أكبر معدل لجرائم القتل العمدي في تاريخ الجزائر، حيث تم تسجيل ما لا يقل عن عشرة “10” جرائم قتل عمدي في الجزائر خلال أسبوعين فقط من شهر رمضان.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: