+ -

أثار الإجراء القاضي باستعمال الدارجة المحلية للتلميذ الجزائري في الطور التحضيري والمرحلة الأولى من الابتدائي، وهو إحدى التوصيات المنبثقة عن الندوة الوطنية لتقييم المنظومة التربوية، حفيظة إعلاميين وسياسيين ودكاترة وبيداغوجيين ورجال دين، وهو الاقتراح الذي دافع عنه إطارات الوزارة الوصية بشدّة، مستندين على آراء مختصين في الميدان التربوي محليا وعالميا، قالوا بضرورة تعليم اللغة المدرسية تدريجيا، في حين أعطى بعض المختصين وأحزاب وجمعيات للإجراء بُعدا أيديولوجيا، حيث قالوا إنه يأتي في إطار المساس بأحد مقومات الأمة وهي اللغة العربية، وذهب آخرون إلى أبعد من ذلك عندما اتهموا الوزارة بتنفيذ أجندات أجنبية هدفها زعزعة استقرار الجزائر، ودعوا إلى “تنحية الوزيرة المسؤولة عن القطاع”. فبعد “القرص المضغوط” الذي أحدث ضجة كبيرة في قطاع التربية، ها هي المسؤولة الأولى عن القطاع في مُواجهة زلزال آخر.مليكة قريفو أول من نادى باستعمال الدارجة في المدرسة الجزائريةمن ابن باديس إلى بافلوف.. ومن بن زاغو إلى بن غبريت.. ضاعت لغة الطفل تعتبر الأخصائية في علم النفس المدرسي واللغوي الدكتورة مليكة قريفو أول من طرحت فكرة استعمال الدارجة في المدرسة الجزائرية، ففي سنة 1989 ظهر كتاب مليكة قريفو بعنوان “المدرسة الجزائرية من ابن باديس إلى بافلوف”، وقد أحدث حينها هذا الكتاب ضجة إعلامية وانتقادا كبيرا، خاصة من مؤيدي استعمال اللغة العربية الفصحى في المنظومة التربوية.وتشير مليكة قريفو في كتابها إلى أن “أهداف تعليم اللغة العربية في الطور الأول هي نفس أهداف تعليم اللغة الفرنسية في أقسام المتخلفين تخلفا عقليا بفرنسا”، وأن منهاج هذه اللغة “هو نفس منهاج اللغة في هذه الأقسام”.واعتبرت الأخصائية في علم النفس التربوي وأول من افتتح أول مدرسة خاصة في الجزائر، “أن المدرسة الجزائرية بعيدة عن الواقع المعيش، إذ لم تكن واضحة للمبتدئين من المعلمين، ولم تدقق في صياغتها الأهداف العامة، حيث وضعت البرامج والمواقيت، مع إرشادات إلى السلوك المنتظر حصوله في نهاية التدريس دون تحديد الكم المعرفي، أي جاءت معكوسة فركزت على السلوك بدل المعرفة التي هي مصنع السلوك الإنساني، أهداف عامة حملت السلوكيات بدل الصور المعرفية والقيم”، وهو ما زاد من متاعب المعلمين الجزائريين حسب قريفو التي دعت إلى تعليم الدارجة للأطفال، فتشير في كتيبات قامت بطباعتها إلى أن الطفل يسهل عليه حفظ أسماء بعض الأشياء التي ألف النطق بها، كأن نريه صورة طاولة ونطلب منه أن يعرفها، فتكون إجابة الطفل عفوية “طابلة”، وهنا يسهل على الطفل حسب الدكتورة قريفو حفظ الحروف، لكنه مع مرور السنين يتعرف على هذا الشيء وينطق باللغة العربية الصحيحة أي “الطاولة”.وكانت وزيرة التربية الوطنية قد طرحت فكرة الإصلاح في المنظمة التربوية أو إصلاح ما توقفت عنده إصلاحات بن زاغو، المشكلة أساسا من أشخاص يصفون المدرسة الجزائرية بـ “المنكوبة”، غير أنه مع مرور الوقت تأكد بأن هذه الإصلاحات لم تأت بثمارها عدا جزأرة بعض المناهج التربوية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: