"الممنوعون من الغناء في الجزائر"يحجون إلى تونس والمغرب

+ -

يجد عدد من الفنانين الجزائريين صعوبات كبيرة في تنظيم حفلات بأرض الوطن، فالمواقف السياسية التي تبناها مغني الراب لطفي دوبل كانون، والتصريحات التي أطلقها مغني الراي رضا الطالياني من المغرب “أزعج” بها النظام الجزائري، تجعله يدفع هذه الأيام، رفقة “المغضوب عليهم” من الفنانين الجزائريين، نحو بحث فرصة للغناء في تونس أو المغرب.

تضم قائمة “الممنوعين من الغناء في الجزائر” أسماء عدة فنانين جزائريين يحققون على المستوى العربي نجاحا هاما، فمغني الراب لطفي دوبل كانون الذي يغيب عن الساحة الفنية الجزائرية لعدة سنوات بسبب مواقفه السياسية المعارضة للنظام، وجد نفسه محاصرا بسبب أغانيه، وانتقاده لسياسة الحكم في البلاد، فكلمات “فقاقير” السنة الماضية الموجهة إلى الوزير الأول عبد المالك سلال، زادته عزلة عن الجزائر ووضعته في “قائمة سوداء” بشكل غير معلن، وقد انتهج النظام سياسة لمحاربته بطرق مختلفة، تارة عبر “المنع” ومرة عبر “تشويه” صورته بالشائعات، وخلاصة المشهد تقول إنه نوع من “الهروب من المواجهة”، ما يدفع البعض الآخر لوصف أغاني دوبل كانون بسياسة “المعارضة من الخارج”. ومهما كانت الأسباب والدوافع، إلا أن رحلة غياب لطفي دوبل كانون عن برنامج حفلات الجزائر، خصوصا التي ينظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام، يبدو أنها ستطول ما دام “دوبل كانون” مصرا على الغناء بـ”لسانه الطويل” ضد النظام الجزائر على حد وصف البعض.في مقابل ذلك، يحظى غريم لطفي دوبل كانون، مغني الراب “عزو” بعدة فرص للحضور في المشهد الفني وطنيا، يغني في الكازيف، وسهرات رمضان وغيرها من الحفلات التي تنظم برعاية رسمية، ولسان حال المنظمين يقول: “شكرا “عزو” لأنك وقفت مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومع النظام في عدة مناسبات بالصوت والصورة”.لهذه الأسباب يحضر دوبل كانون في تونس، ليقيم عدة حفلات في مدينة سوسة الساحلية، ويغني في القصرين وقفصة، ويلتقي الجهور التونسي بكلمات أغاني كتبت أساسا عن الجزائر والأوضاع السياسية في بلده، بينما يحضر “عزو” في مهرجان تيمڤاد الدولي هذا العام، ليردد كلمات أغنيته: “يا رب أحفظ الرئيس ديالنا”.مغن آخر لا يقل إثارة للجدل عما تقدمه أغنية الراب الجزائرية، فالمغني إيدير هو الآخر سيكون حاضرا في تونس يوم 16 أوت ضمن فعاليات مهرجان سوسة الدولي. وليست المرة الأولى التي يحج فيها هذا الفنان المثير للجدل إلى الدول الجارة، في مقابل ذلك يطلق تصريحات بين الحين والآخر يرفض فيها الغناء في الجزائر، وإلى غاية الآن لا يزال الغموض يسود أسباب “عجز” الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة عن تنظيم حفلة “إيدير” بالقاعة البيضوية، كما سبق وأعلن عن ذلك مدير الديوان سامي بن شيخ عبر صفحات “الخبر”. في هذا السياق، تقول بعض المصادر إن الحفل لن يكون ولن يستطيع أحد أن يبسط الطريق أمام المغني إيدير الذي اختار الهجرة إلى فرنسا قبل نحو عشرين عاما، مشكلا مواقف سياسية حادة ضد النظام في الجزائر”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات