إلزامية الترخيص لنقل والتمون بالأسمدة أربك الجماعات المسلحة

+ -

تلقت الجماعات المسلحة على الشريط الحدودي الشرقي بين الجزائر وتونس وليبيا ضربة قاسية بتقنين نقل المواد الكيميائية الموجهة للزراعة، واشتدت القبضة الحديدية على المجموعات الإرهابية بعد اتخاذ إجراءات صارمة في نقل والتمون بالنسبة لهذه المواد الخطيرة.وفي غضون ذلك، كان مثلث الحدود الجزائرية التونسية الليبية بين ولايات تبسة ووادي سوف وإيليزي محط استهداف الجماعات المسلحة الخطيرة والأكثر تنظيما، ومنها مجموعة بلمختار التي روجت هذه الأيام معلومات عن مصرعه في قصف جوي أمريكي على مستوى الأراضي الليبية. هذه التنظيمات الإرهابية التي توصف بالأكثر دموية حتى على لوائح الدول الكبرى، عقدت تحالفا مكنها خلال سنوات الحرب الأولى على الإرهاب من طرف القوات المشتركة، من الاستحواذ على عدة مسالك صحراوية توصف بالمعزولة تماما، بحيث اتخذ هذا الخط الجنوبي كأكبر فضاء يعقد فيه القران بين التهريب والإرهاب لتحقيق الدعم اللوجيستي للجماعات المسلحة في شق التمون بالأغذية والوقود، وحتى بعض المواد الأولية لصناعة المتفجرات، والتي تتمثل في الأسمدة الآزوتية والفوسفاتية المخصصة للنشاط الفلاحي، حتى أن التقارير الأمنية الدولية تشير إلى استخدام الجنوب الجزائري، لاسيما في مثلث الحدود الجزائرية الليبية التونسية، من طرف عصابات متعددة الجنسيات من دول الساحل والصحراء، بعد الانفلات الأمني الخطير بليبيا، إلى أكبر فضاء لتهريب الأشخاص إلى سواحل طرابلس وتونس والجزائر، بحيث ارتفعت بورصة تهريب البشر، ودخلت أجندة التحالف بين الإرهاب والمهربين الأسمدة الكيميائية الزراعية، بعد التمكن من السيطرة على كميات هائلة من الوقود معبأة في صفائح حديدية ترمى في عمق الصحراء لتموين الجماعات المسلحة.وبقراءة بسيطة لجداول إحصائية حديثة تضمنتها تقارير رسمية، فإن الموسم الفلاحي 2009/2010 بتبسة مثلا وزعت فيه الجهات المخولة قانونا 7942 قنطار فقط على الفلاحين، ليرتفع مستوى إخراج هذه المواد الكيميائية في الموسم الموالي 2011/2012 بأكثر من 5 مرات ويصل سقف 38002,50 قنطار، ويثبت موسم 2012/2013 في توزيع كمية 33069,50 قنطار، ويعاود الانخفاض في مستوى تموين الفلاحين بالأسمدة لموسم 2013/2014 بعد أن حقق توزيع 19860,00. كما تشير الأرقام الأولى للسداسي الأول من الموسم الفلاحي الحالي 2014/2015 إلى إخراج كمية تموين للمزروعات بـ 90202,00 قناطر، وهو مؤشر يعطي انطباعا أوليا بتراجع التمون بهذه المواد التي تدخل في صناعة المتفجرات، إلى مستويات معقولة ومحسوبة حسب المساحات المزروعة في كل ولاية.وأدت إجراءات فرض إجراءات استخراج رخصة رسمية للنقل والتمون بالمواد الكيميائية الفوسفاتية والآزوتية الموجهة للمزروعات لدى جهات إدارية وأمنية مختصة، إلى انخفاض كبير في الكميات التي كانت توزع سابقا، بدليل انخفاض مستوى الأرقام من سنة إلى أخرى.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات