خمري يورّث "قنابل موقوتة" لولد علي

+ -

ورث الوزير الجديد للشباب والرياضة، الهادي ولد علي، وضعية معقدة، حيث يواجه ما يمكن وصفه بـ ”قنابل موقوتة” تركها له الوزير السابق، اضطرته لاستدعاء إطاراتوزاراته، أول أمس، بمقر الوزارة بساحة أول ماي، لعقد اجتماع طارئ، خاصة إثر الأحداث الخطيرة التي عرفتها مخيمات الشباب بكل من وهران وبجاية. اضطر الوزير ولد علي التدخل شخصيا لاحتواء الأحداث الذي شهدها مخيم الشباب بوهران عندما أدى تكديس 600 شاب قادمين من مدينة ورڤلة في مخيم لا تتعدى طاقة استيعابه 300 شخص ولا يوفر شروط الراحة والنظافة لقاطنيه لاندلاع احتجاجات كبيرة لم تهدأ لغاية تنقل مدير الشباب والرياضة لولاية وهران، بتكليف من الوزير شخصيا من أجل تهدئة المحتجين. وتوسعت الاحتجاجات لاحقا إلى مخيم الشباب الكائن بسوق الاثنين بولاية بجاية، عندما تسبّب اكتظاظ الشباب القادمين من ولاية غرداية بنفس الطريقة التي شهدها مخيم وهران، في اندلاع أحداث شغب وعنف بين هؤلاء الشباب وسكان المنطقة، والأمر مرشح للانتقال لبقية المخيمات التي تعرف نفس الوضعية الكارثية، حيث تعود حسب مصدر عليم لإصرار الوزير السابق خمري بالتنسيق مع مدير الوكالة الوطنية لتسلية الشباب والترفيه السابق، محمد خميسي على التكفل بـ 5 آلاف شاب للإقامة في المخيمات الصيفية، وهو الرقم الذي لا يمكن استيعابه، ليتضح أن القرار صب في مصلحة إحدى الوكالات السياحية التي حصلت بطرق وصفت بـ”الملتوية” على امتياز من ”لاناج” لإقامة هذه المخيمات، وهي الوكالة التي قامت بدورها بمنح جانب من هذه الامتيازات لوكالة خاصة ثانية، مما رفع كلفة هذه المخيمات لأرقام كبيرة دون أن تمنح بالمقابل ظروف الراحة والأمان للشباب القادم من الجزائر العميقة.جوائز بـ 100 مليون سنتيم لمسابقات الشطرنج والكلمات المتقاطعةوكشف مصدر عليم في وزارة الشباب والرياضة، بأن المسؤول الجديد على القطاع ”صدم” أيضا بعد اكتشافه للتجاوزات التي يشهدها أولمبياد الشباب الذي ستجرى النهائيات الخاصة به بملعب 20 أوت بالعناصر، خاصة فيما تعلق بقيمة الجوائز التي تم تخصيصها للفائزين في مسابقات لا تعدو أكثر من ترفيهية، حيث تم تحديد مبالغ 100 و80 و60 مليون سنتيم على التوالي للفائزين الثلاثة الأوائل في مسابقات ”الشطرنج” و«الألعاب المتقاطعة” وغيرها من النشاطات التربوية المبرمجة في هذه الألعاب، ورفض الوزير المصادقة على هذه الجوائز، واصفا إياها بالخيالية وتوعّد بفتح تحقيق شامل حول الأموال الكبيرة التي يستهلكها هذا الأولمبياد ”الودّي” كما كان الحال مع الأموال الضخمة (600 مليار سنتيم) التي صرفت على قرى التسلية الذي أطلقت العام الماضي وتستمر هذا العام مع اقتصارها على ولاية الجزائر العاصمة دون البقية، وهي القرى التي عصفت التقارير والشكاوى التي رفعت ضدها بمدير ”لاناج” السابق محمد خميسي بقرار من الوزير السابق بالنيابة محمد الغازي وهي القرى التي تقول مصادرنا بأن الكثير من الأمور الأخرى المشبوهة ستتكشف بخصوصها خلال الفترة المقبلة.وكالة سياحية تستفيد بطرق ملتوية من 144 سفرية إلى اليونانوفي نفس السياق، يقول ذات المصدر، بأن الوزير ولد علي، وافق على مضض على تزكية القرار السابق الذي اتخذه سلفه خمري والقاضي بتكريم الثلاثة الأوائل المتفوقين في شهادة البكالوريا 2015 من جميع الولايات الـ 48 بمنحهم جولة سياحية لليونان وإقامة لمدة 10 أيام، مع تحمل كامل المصاريف، مما يمثل 144 متفوق بتكلفة إجمالية لا تقل عن 3 ملايير سنتيم، رغم أن وزارة الشباب والرياضة ليست الجهة المخولة للقيام بتكريم مماثل، خاصة وأن رئاسة الجمهورية ووزارة التربية كانتا قد قررتا في وقت سابق تكريم المتفوقين العشرة الأوائل على المستوى الوطني برحلة سياحية إلى أنطاليا التركية.وحسب مصدرنا دائما، فإن مبادرة وزارة الشباب والرياضة في تكريم المتفوقين لم تكن بريئة ما دامت الجهة الوحيدة المستفيدة من ”سفريات اليونان” هي نفس الوكالة السياحية التي استفادت من امتياز ”مخيمات الشباب” بنفس الطرق الملتوية وسط غياب الشفافية. وتوقّع نفس المصدر، بأن الأيام القليلة المقبلة ستكون ثرية بقضايا أخرى يشهدها قطاع الشباب والرياضة وستعصف بمسؤولين آخرين بعد مدير ”لاناج” السابق، في ظل ورود معلومات مؤكدة بخصوص صفقات غير قانونية مشبوهة شهدها القطاع في الفترة الماضية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات