+ -

مرة أخرى تجتمع وجوه محسوبة على التيار الإسلامي لمحاولة بناء “وحدة” تلم شتاتهم. لكن الصور الواردة من مبادرة “لم الشمل” التي أطلقها، أمس، عبد الله جاب الله وعدد من رفاقه، بالعاصمة، تشير إلى حضور “محتشم” لم يرق إلى المستوى الذي كان يأمله على الأقل المنظمون، رغم استغراقهم 3 سنوات في التحضير، كما قالوا، ولا يعلم سبب ذلك إن كان في طبيعة صاحب المبادرة الذي تلاحقه اتهامات بمحاولة ممارسة الزعامة على التيار الإسلامي، أو فشله السابق في بناء أحزاب قوية تكون لها صفة الدوام. وقد لا يكون الخلل أصلا في نوايا المبادرين أو من يكونون، بقدر ما يكمن في فقدان فكرة “الوحدة” نفسها الحماس، بعد توالي التجارب الفاشلة التي جعلت واحدا من أبناء التيار مثل فاتح ربيعي يردد أن “الأمل في وحدة الإسلاميين لا يزال بعيدا”، في حين يبقى السؤال قائما عن سبب بحث الإسلاميين الدائم عن “الوحدة”، في وقت يتطلب الزمن الذي أتاح الحرية الحزبية والسياسية الاشتغال على البرامج وإيجاد الحلول الواقعية لمشاكل الناس، اللهم إلا إذا كانت هذه المبادرات تمليها أجندات انتخابية مع اقتراب الاستحقاقات في 2017، وهنا أيضا قد تفقد “الوحدة” وجودها الاستراتيجي وتصير مجرد تحالف تكتيكي ينتهي بانتهاء المناسبة التي انعقدت من أجلها، وما تجربة “التحالف الأخضر” الذي ضم حمس والإصلاح والنهضة سنة 2012، ببعيدة عن جاب الله وباقي رفاقه “الوحدويين”.

المبادرة تسعى لجمع شمل التيار الإسلامي وكل من يؤمن بمشروعه

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: