"اجتماع التيار الإسلامي بكل مكوناته مازال أملا بعيدا"

+ -

ما قراءتكم لفكرة التحالف الذي دعا إليه جاب الله تحت عنوان لم شمل المشروع الإسلامي؟ ليس لدي تفاصيل المبادرة والأطراف المشاركين فيها، إلا ما اطلعت عليه عبر وسائل الإعلام، وقضية وحدة الإسلاميين تستهويني وبذلت جهدا رفقة إخوان لي لتحقيق هذا المسعى من خلال تجربة تكتل الجزائر الخضراء، والأمل لا يزال يحدونا لإنجاز هذه الوحدة.على ذكر تكتل الجزائر الخضراء، هل حاولتم دمج جبهة العدالة والتنمية في المسعى؟ كان لدينا تواصل مع بعض الإخوان، لكن المساعي لم تكلل بالنجاح، فالتكتل ارتبط يومها بموعد انتخابي وكان فيه تخوف من بعض الأطراف للمضي فيه. وحقق التكتل هدفه المرحلي رغم التزوير الذي رافق الانتخابات التشريعية والمحلية. التكتل انخرط في إطار مشروع أكبر يهدف لجمع ما يمكن جمعه من التيار الإسلامي، وكانت الانتخابات التشريعية خطوة أولى والأمل قائم للانتقال إلى محطة أخرى.بناء على تجربة التكتل، ألا ترون أن التحالفات لأجل أغراض انتخابية محكوم عليها بالفشل مسبقا؟ التجربة بينت أن التحالفات تحتاج إلى توفير مناخ يضم الالتقاء حول مشروع يتجاوز الانتخابات والآفاق الآنية. وقناعتي الشخصية أن التيار الإسلامي سيصل يوما ما إلى قناعة بضرورة الاجتماع وتشكيل قوة سياسة وتوحيد الجهد، للعمل رفقة تيارات أخرى لقيادة التحول الديمقراطي في الجزائر.كيف يتم تحقيق هذه الوحدة في ظل نزعة القيادة والإمامة على كثير من القيادات الإسلامية؟ بلوغ هذا الهدف يتطلب تذليل كل الصعاب والتخلي عن الأنانيات، وعلى الجميع أن يتفقوا على قواعد مشتركة، تقوم على بسط الحريات وإحقاق التعددية السياسية والإعلامية والنقابية، والضغط على صانع القرار لأجل بلوغ التحول الديمقراطي الحقيقي وليس التحول الصوري، لأن الذي حدث في الجزائر بعد أكتوبر 1988 هو تحول ليبرالي وليس تحولا ديمقراطيا.ولتحقيق هذا الهدف يتوجب أيضا الاشتغال الهادئ والمستمر على المشروع، بعيدا عن كل بهرجة إعلامية أو تسجيل الحضور الإعلامي، ويجب أن يكون الاحتفال تتويجا لنهاية المسار، ناهيك عن انطلاق كل الأطراف من نفس المسافة وإلى نفس نقطة الوصول.بمقابل خطاب الوحدة نلحظ على الأرض حدوث مسار عكسي يتمثل في تفكيك المفكك في الأحزاب الإسلامية، ألا يجعل هذا مشروع الوحدة بعيد المنال في رأيكم؟ للأسف هذا هو الحاصل داخل التيار الإسلامي، وهذا وجه رسالة سلبية للمناضلين وللشعب الذي يحتضن المشروع، ودفع الكثير من الناس للعزوف عن العمل السياسي، والمطلوب هو القيام بمراجعة تضم توجيه رسالة إيجابية لأبناء التيار الإسلامي وجمع ما يمكن جمعه، وتجاوز الوضع الذي مكن التيار التغريبي المعادي للثوابت الذي استغل الوضع عبر محاولة إلغاء تدريس التربية الإسلامية واللغة العربية.ما هي الآثار التي يمكن أن تترتب عن وحدة التيار الإسلامي على الساحة؟ اجتماع التيار الإسلامي بكل مكوناته مازال أملا بعيدا، وليس من مصلحة الجميع الانضواء تحت حزب واحد، بل التنسيق والابتعاد عن التراشقات الإعلامية وكف الأذى، ولابد للتيار الإسلامي أن يتعلم من أخطائه ويراجع خطابه، ويكون رافدا في سبيل تحقيق الديمقراطية والمشاركة في التحول الديمقراطي الحقيقي الذي يشمل الجميع دون استثناء، وتكريس المواطنة ودولة القانون والعدالة الاجتماعية، وأي رسالة أخرى بمضمون مخالف تكون خاطئة، لأن المرحلة اليوم تتطلب أن نكون بعيدين عن الطرح الإيديولوجي حتى لا نخدم الاستبداد القائم في الجزائر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: