+ -

ما لا يعرفه الناس عن بن غبريت هو أن جدها هو الذي أسس مسجد باريس الحالي، في الثلاثينات من القرن الماضي، وكان التأسيس عبارة عن عرفان من فرنسا لمساهمة الجزائريين المسلمين، وخاصة المهاجرين، في تحرير فرنسا في الحرب العالمية الأولى.جد بن غبريت سلّمت له فرنسا بصفة الإمامة التي مارسها بمسجد باريس، للدور الذي لعبه في حكاية حوار الفرنسيين في الصحراء مع الإباضيين في غرداية.جد بن غبريت هو الذي اتخذ موقفا شهما، يشبه الموقف الذي اتخذه الأمير عبد القادر في سوريا حماية للمسيحيين، حين جعل بن غبريت مسجد باريس ملجأ لليهود بعد أن لاحقتهم النازية في باريس، إثر احتلال هتلر لباريس عام 1940. جد بن غبريت كان له الفضل الأول في وضع الأسس لما يسمى اليوم بالإسلام الفرنسي، الذي يختلف عن إسلام جمعية العلماء، وعن الإسلام الوهابي، وعن إسلام القرويين والزيتونة وإسلام الأزهر، ولا أتحدث عن إسلام داعش والقاعدة وإسلام الفيس عندنا، وإسلام الإخوان في مصر، وإسلام جاب الله ونحناح.وقد توارث هذا الإسلام الفرنسي من بعد جد بن غبريت كل من حمزة بكوشة (الذي استلم مسجد باريس بعد بن غبريت) وابن الشيخ الحسين.وقد نجح بومدين والشاذلي في استرجاع مسجد باريس من الفرنسيين الذين كانوا يسخرونه لخدمة الإسلام الفرنسي الخاص، حين تم تعيين المرحوم تيجاني هدام إماما لمسجد باريس، رغم الضغوط الفرنسية والمغربية والسعودية... لكن الجماعة التي جاءت لحكم الجزائر بعد استقالة الشاذلي، ارتكبت خطأ حين عيّنت المرحوم تيجاني هدام عضوا في المجلس الأعلى للدولة مع المرحوم بوضياف... وأعطوا الفرصة لفرنسا، وخاصة وزير الداخلية باسكوا، باسترجاع مسجد باريس لحظيرة الإسلام الفرنسي... فقال باسكوا للمرحوم هدام: كيف تكون رئيسا لمسجد باريس وتخدم الإسلام الفرنسي، وأنت عضو في المجلس الأعلى للدولة في الجزائر؟ ولذلك تم إبعاد هدام من مسجد باريس وتعيين دليل بوبكر مكانه.لا أعتقد أن الرئيس بوتفليقة حين عيّن وزيرة التربية الحالية، بن غبريت، على رأس وزارة التربية، كان يجهل هذه المعلومات، ويجهل من هي بن غبريت في التيار السياسي الديني التربوي الذي تمثله، تماما مثلما كان بومدين لا يجهل من هو الأشرف عندما عيّنه وزيرا للتربية، وأحدث ما أحدث من خلخلة في النظام التربوي الجزائري، كادت تمس بالتماسك الاجتماعي في البلاد. إنني أضع هذه المعلومات أمامكم دون خلفية معينة وأترك لكم الاستنتاج.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات