38serv

+ -

أكدت الأستاذة خولة طالب الإبراهيمي، أن التخوف على اللغة العربية الفصحى ليس له مبررات علمية ولا منطقية ولا اجتماعية، واللغة العربية موجودة منذ 14 قرنا، مضيفة أن الفصحى لديها مدونة أبدية، وهي القرآن الكريم، لكن اللغة الأم ستكون أداة لمساعدة الطفل على استعمال مكتسباته المعرفية السابقة عن المدرسة.تحدثت الدكتورة خولة طالب الإبراهيمي عن المراحل المختلفة التي مر بها اقتراح التعليم بالعامية أو اللغة الأم، في السنتين الأولى والثانية ابتدائي، الذي ظهر في التوصيات الأخيرة لندوة وزارة التربية وتصريحات الوزيرة نورية بن غبريت. وطالبت الإبراهيمي في بداية حديثها، أمس، في ندوة “الخبر” بخصوص تدريس العامية، أن نخرج النقاش حول اللغة من الشعبوية والجدالات العقيمة والصراعات والتوظيف السياسوي، إلى دائرة أهل الاختصاص والميدان من معلمين وأساتذة ومختصين في البيداغوجيا، بطريقة علمية وعقلانية.وقالت خولة إبراهيمي إن طرح القضية كان سيحدث زلزالا منذ سنوات، وإن موضوع العامية وعلاقتها باللغة العربية الفصحى والتعليم، تم بحثه منذ سنوات طويلة في دراسات اجتماعية.اعتبرت خولة أن اللغة العربية مثل كل اللغات في العالم، تعرف تنوعا، ويكتسب الطفل اللغة الأم في السنوات الأولى، ليتأقلم مع المجتمع، ومن خلالها يبني مخيلته الأولى والعلاقة مع الأم والعائلة والمجتمع، ولا يمكن أن نسمح بضياع هذا التراكم. في الجزائر نتعلم العامية على أنها حقيقة واحدة، لكنها متنوعة، وهو أمر عادي.. ترى خولة إن الإشكال الذي نعانيه اليوم هو وليد خيارات سياسية خاطئة، فاللغة التي ينادي بها المدافعون عن اللغة العربية، يرونها كيانا واحدا موحدا، لأن بعد الاستقلال كانت لدينا سياسة تشجع هذا الطرح “الشعب الواحد، الحزب الواحد، النظام الواحد، واللغة الواحدة”، ووصفت خولة قرار تعلم اللغة العربية أو الأنموذج الأوحد بنوع من التعسف، كان نتيجة جهل وعدم دراية باحتياجات وخصائص الطفل والمجتمع.ركزت خولة طالب الإبراهيمي على مسألة الصدمة التي دافعت عنها وزيرة التربية، وأصحاب التوصية، وقالت إن الهدف الأول كان تصحيح لغة الطفل من أجل تصحيح لغة المجتمع “العامية” أو اللغة الأم، موضحة أن هذا ينافي الواقع، وتبرير غير منطقي ولا عقلاني، وأضافت إن الصدمة تحدث حين يوجد الطفل أمام لغة مختلفة تماما عن المكتسب اللغوي السابق، واستعمال العامية في السنوات الأولى هو لتسهيل الانتقال إلى اللغة الفصحى بطريقة انسيابية، لا تحدث اختلالات نفسية لدى الطفل.ترى خولة إنه في السنوات الأخيرة أعيد النظر في النظرية السابقة تصحيح اللغة (حتى أن بعض العرب ظنوا إننا لا نحسن التحدث بالعربية”، ولاحظت إعادة طباعة قواميس بالعامية أنجزت في العهد الاستعماري في سياق تاريخي معين، ليفهم المستعمر والإدارة الفرنسية لغة الأهالي “الأنديجان”، لكنها تعطينا فكرة عن تطور العامية الجزائرية، وصولا إلى إصلاح 2003، لكن لم تؤخذ بعين الاعتبار، إلى أن جاءت توصية بن غبريت الأخيرة.انتقدت خولة طالب الإبراهيمي، في الأخير، النماذج المقدمة في الكتاب المدرسي، وقالت إننا سجنا الطفل في نماذج محددة لم تسمح له باكتساب معارف جديدة ولم تحافظ على معارفه القديمة التي اكتسبها فطريا باللغة الأم، وقالت خولة: المدرسة الجزائرية عليها أن تنطلق من مبدأ أن الطفل إنسان عاقل، ودورها أن تعلمه القراءة والكتابة بلغة تسمح له بالتعبير عن ذاته والسيطرة على عالمه وبناء ذكائه ومخيلته، ليصبح مواطنا فعالا، وهذا، حسب المتحدثة، لا يبنى إلا على أساسين: 1 تقديم زاد لغوي مبني على ثقافة متينة عربية وغير عربية، 2 تكوين معلمين يعرفون جيدا مجتمعهم وثقافتهم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: