"مشكلة مسلمي فرنسا تأزّمت من خلال تصرفات ممثليهم"

38serv

+ -

 أفاد رئيس المنتدى العالمي للأديان من أجل السلام، الدكتور غالب بن شيخ، لـ«الخبر”، من خلال قراءته الشمولية، بأنه “يجب أولا تصحيح مفهوم الجالية التي هي من الجلاء، وهذا معناه الذين يكوّنون مجموعة من الأشخاص ممكن في يوم من الأيام أن يرحلوا فهم يطلق عليهم اسم جالية، وبالنسبة للمسلمين فهناك من المغتربين من يرغب في العودة إلى بلدانهم، وهناك شريحة من المجتمع الفرنسي كمواطنين فهؤلاء لابد أن نعتبرهم من المواطنين”، والمشكلة يقول متحدث “الخبر” أن مسلمي فرنسا وصلوا إلى تأزم قضية وجود شريحتين: شريحة كبيرة من المجتمع الفرنسي وشريحة أصغر تدين بالديانة الإسلامية. وهذا راجع إلى عدة عوامل وعدة قراءات وتحاليل، فـ«هناك قراءة اجتماعية وتحليل سياسي ودراسة جيواستيراتيجية وكذلك مفهوم نفساني، وأمور تتعلق بآخر الساعة كما يقول بعض الأئمة عديمي التركيز”، يقول الدكتور غالب بن شيخ، و«هناك أمور تتعلق بالعنف وبالمقدسات، وكل واحدة منها تعطي نوعا من التفسيرات، لكن لا يمكن أن تختزل الوضع بل لا تقدم أي حلول، فعلينا النظر بشمولية إلى القضية التي تأزمت بين المواطنين المسلمين وإخوانهم المواطنين من المجتمع الفرنسي”. فداخل الدائرة الإسلامية، حسبه، هناك غياب تكوين وتهلهل في كثير من الأمور، وخارج الشريحة الإسلامية هناك أيضا تقاعس من قِبل الجمهورية الفرنسية فيما يخص تطبيق قانونها وقيمها، “ولا توجد هناك مساواة ولا حرية ولا أخوة داخل فرنسا، ناهيك عن تصرف بعض رجالات الطبقة السياسية لأغراض سياسيوية وانتخابية، فهم يؤلبون الرأي العام الفرنسي على العنصر الدخيل الذي لا يستطيع أن ينسجم بقيمه داخل المجتمع الفرنسي، ونتيجة ذلك أدت إلى خوف مسلمي فرنسا على أنفسهم وممتلكاتهم وحتى على مصير أبنائهم”.ويرى الدكتور غالب بن شيخ أن الحل يكمن في ضرورة تقصي الحقائق بكل كرامة وبكل حكمة وتفنيد كل هذه الطروحات والتهم التي تلصق بالحضارة الإسلامية، و«حتى الوزير الأول الفرنسي يتكلم عن صراع أو حرب الحضارة، فعلى المثقفين والمفكرين أن ينددوا بمثل هذه التجاوزات، وفي الوقت نفسه يجب أن يتحلوا بروح المسؤولية للنظر في التراث الإسلامي الذي شُوِّه وأصبح رديفا للعنف والتقهقر، وذلك بالعمل على صعيدين: أولا على الصعيد الداخلي حيث يجب ترتيب الأمر داخل البيت الإسلامي، أما على الصعيد الخارجي فيجب أن لا نترك كرامة وشرف المسلمين يهان تقريبا يوميا، وذلك بأسلوب حضاري ودون عنف”.ومشكلة مسلمي فرنسا، حسب الدكتور بن شيخ، تأزمت أكثر من خلال تصرفات ممثلي الجمعيات المسلمة، إذ يعتبر أن تمثيل المسلمين لا يتم بطريقة صحيحة، “إذ إن التمثيل لابد أن يراعى فيه التناسب مثلما هو حاصل في البرلمان الذي يشبه النواب فيه المجتمع الذي يمثلونه، وذلك لا نجده فيما يخص إدارة شؤون المسلمين وتطبيق الشعائر الدينية في المؤسسات والجمعيات أو في المعاهد أو الهيئات الممثلة للمسلمين، مثل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، فالإطارات والشخصيات للأسف الشديد تنقصها الكفاءة وينقصها الالتزام وهي عديمة التكوين، وهذا ما زاد الطينة بلة. ومادام هذا الجيل باق فلا ينتظر منه أي حل للمشاكل التي يعاني منها مسلمو فرنسا؛ وللخروج من الأزمة يجب جعل التربية والتكوين والتعليم من الأولويات، بالإضافة إلى تكوين الفرد المسلم في هذه الديار وخارجها، قبل حتى بناء المساجد لأن تكوين المرء أهم بكثير من تطبيق الشعائر”.والحل لن يكون، حسب الدكتور بن شيخ، على المدى القريب،  منوها إلى أنه على المسلمين التحلي بالصبر وأن يتجندوا كونهم عرضة لهذا الضخم الإعلامي، وذلك بالتركيز على صناعة الفرد المسلم صناعة مرتكزة على العلم والمعرفة والتربية والتكوين والقيم الروحية والجمالية، وشدد رئيس المنتدى العالمي للأديان على ضرورة تجاوز الأمور الثانوية التي تحول دون اندماج المسلمين في المجتمع الفرنسي، “ولابد من التركيز في الخطاب الديني على الروحانيات والأخلاق والتآزر والتآخي ما بين كل أفراد المجتمع، وهذه أحسن صورة يقدمها المسلم كسفير لديانته في فرنسا. والقضية اليوم هي أن نكون أو لا نكون مسلمين في هذه الديار أو خارجها”، يقول الدكتور بن شيخ.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات