"العنصرية ضد المسلمين عرفت تصاعدا حادا في الآونة الأخيرة"

+ -

 قال الأمين العام لدى المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ورئيس المرصد الوطني للإسلاموفوبيا، عبد اللّه زكري، لـ«الخبر”، بلغة الأرقام، إن أفعال الإسلاموفوبيا عرفت ارتفاعا رهيبا في الثلاثي الأول من السنة الجارية مباشرة بعد هجمات باريس الأخيرة بنسبة 500 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، أي ما يعادل 178 فعل في شهر جانفي لوحده متجاوزة بكثير كل أفعال الإسلاموفوبيا التي تم اقترافها طيلة سنة 2014 كاملة بمجموع 133 فعل، ليشهد الفصل الأول من السنة الجارية إلى غاية شهر جوان الماضي ارتفاعا بنسبة 281 في المائة أي ما يساوي 274 فعل ضد المسلمين بفرنسا، يوجد من بينها 196 تهديد و78 فعلا يقابله بالتدقيق ارتفاع بنسبة 335 في المائة فيما يتعلق بالتهديدات إلى جانب نسبة 189 في المائة فيما يخص الأفعال لم تشهد مثلها سنة 2014 ذلك الارتفاع، حيث تم تسجيل 72 فعلا فيها 45 تهديدا و27 فعلا.هجمات باريس وأحداث تونس الأخيرة وراء الإرتفاعوأرجع عبد اللّه زكري سبب الارتفاع إلى الأحداث الأخيرة التي عاشتها فرنسا وكذلك الهجمات التي عرفتها تونس، “لكن في كل الأحوال لا يوجد ما يبرر هذا الحد الأقصى للكراهية والانتقام من الفرنسيين ذوي الانتماء الإسلامي، الذين ليسوا مسؤولين ولا مذنبين في ارتكاب أفعال إرهابية أدخلت البلاد في حزن عميق على يد مجرمين يهتفون باسم الإسلام لارتكاب جرائمهم”، كما أوضح المتحدث بأنه لأول مرة تم استعمال القنابل اليدوية ورميها داخل المساجد بالإضافة إلى الرمي بالرصاص، ناهيك عن تغطية جدران المساجد الخارجية بالرسومات والرموز النازية، دون نسيان ظاهرة العنصرية التي عرفت تصاعدا حادا في الآونة الأخيرة على مستوى مختلف الهيئات والمؤسسات الفرنسية، ومست كل الشرائح من المسلمين داخل مختلف القطاعات، على رأسها التعليم والشرطة والجماعات المحلية وشركة السكك الحديدية، بالإضافة إلى الخطابات السياسية اليمينية التي أصبحت تتغذى من أجواء الإسلاموفوبيا، “ففي الوقت الذي من المفروض أن تتحرك فيه الطبقة السياسية في ظل هذا الخلط فهي تقف كالمتفرج لا تحرك ساكنا”.عنصرية فاقت التصورودلّل رئيس المرصد الوطني للإسلاموفوبيا على أفعال العنصرية التي يمارسها الكثير من المسؤولين الفرنسيين على مستويات متعددة بالقرار الذي اتخذه، خلال الشهر الفضيل، رئيس بلدية “بوكيير” الواقعة جنوبي فرنسا، وهو من اليمين المتطرف، والذي يقضي بغلق المقاهي والمطاعم التي تعود ملكيتها إلى تجار فرنسيين من الانتماء الإسلامي في حدود الساعة الحادية عشر ليلا عكس نظيراتها التي لا تغلق أبوابها إلى غاية الواحدة صباحا، الأمر الذي أثار حفيظة هؤلاء التجار واضطرهم إلى إيداع شكوى ضد رئيس البلدية رافقتها أيضا شكوى ثانية من قِبل المرصد الوطني لمكافحة الإسلاموفوبيا، الذي وصف مسؤوله الأول التصرف بالبربري.خطابات سياسية مشحونة بمصطلحات جارحةويتحدث عبد اللّه زكري، في السياق ذاته، عن الخطابات السياسية المشحونة بمختلف العبارات والمصطلحات الجارحة والملحقة بأضرار معنوية التي يوظفها العديد من الساسة من الأحزاب اليمينية المتطرفة إلى غاية الحزب الحاكم، والتي كان آخرها استعمال الوزير الأول الفرنسي، مانوال فالس، لمصطلحات “حرب الحضارات”، “وعن أي حضارة يتكلم؟”، يتساءل عبد اللّه زكري الذي طالب بأخذ الحيطة والحذر واختيار المصطلحات اللائقة في الخطابات السياسية لاجتناب تجريح مسلمي فرنسا، “الذين يحسون بالتغيير منذ الأحداث الأخيرة، ويؤكدون دون استثناء بأن نظرة الآخر “الفرنسي” لهم تبدلت كثيرا، سواء على متن وسائل المواصلات أو حتى على مستوى القطاعات الأخرى، إذ أصبحت نظرة حذرة وعدائية في الوقت نفسه. ومن المفروض في هذه الحالات على رجال السياسة تهدئة الأوضاع وليس زيادة إشعال النيران”.“وسائل الإعلام تتحمل مسؤولية التضخيم والفرنسيون أيضا زاروا سوريا”كما عقب متحدث “الخبر” على دور وسائل الإعلام الفرنسية التي تحدث ضجة إعلامية واسعة كلما وقعت أحداث يتم من خلالها الإشارة بالأصابع إلى مسلمي فرنسا، كان آخرها ذلك المتعلق بحادثة “إيزار” الذي تم تأويل المعلومات وتضخيمها. وذكر عبد اللّه زكري بأن من سبق له وأن توجه إلى سوريا في سنوات التسعينيات أو سنة 1992 يوصف في الإعلام الفرنسي بكونه جهاديا أو منتميا إلى المنظمات الإرهابية، طالبا التوقف عن هذا الخلط، موضحا: “هناك الكثير من الأوروبيين الفرنسيين ممن زاروا سوريا في تلك الفترة فلماذا لا يتم إحصاؤهم، أم أن الأمر يتعلق فقط بالفرنسي من الإنتماء الإسلامي؟! فحقا يجب التوقف عن التحدث بهذا الشكل”.وعرّج عبد اللّه زكري على حال المسلمين بفرنسا خلال شهر رمضان، مشيرا: “استطاع مسلمو فرنسا لحسن الحظ هذه السنة خلال شهر رمضان أداء صلواتهم في المساجد تحت حراسة مشددة من قِبل القوات الأمنية الفرنسية، حيث شهدت المساجد إقبالا منقطع النظير مقارنة بالسنوات السابقة. الأمر الذي أدى في بعض الأحيان إلى الصلاة في البهو الخارجي لامتلاء القاعات. وما ميز هذه السنة كذلك هو الحضور القوي للشباب المسلم والتآزر والتلاحم الذي كان موجودا داخل الأحياء السكانية “آشلام” للحفاظ على النكهة الرمضانية”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات