+ -

 قال مدير دار الثقافة الإسلامية بباريس، الإمام عبد العالي مأمون، إن الجالية المسلمة بفرنسا ليست ضيفة في فرنسا: “وإنما هي بنت الوطن الفرنسي، فأبناؤها المولودون على التراب الفرنسي ليسوا بضيوف وإنما هم أبناء الوطن، وهذا البلد يعتبر وطنهم وهم يساهمون في تطويره ونجاحه”، متسائلا عن دعوة الإخوة الفرنسيين لمسلمي فرنسا في كل مرة إلى احترام القانون بحجة أنهم ضيوف!المسلمون إخوان الفرنسيين في الوطنية كما أضاف الإمام عبد العالي مأمون بأنه يجب تصحيح كلمة جالية، لأنه مصطلح في غير محله يحمله كل مسلمي فرنسا، “وعلى هؤلاء أن يستوعبوا أنهم أصبحوا أبناء الوطن الفرنسي، وعلى غير المسلمين أن يعوا بدورهم بأن المسلمين أصبحوا إخوانهم في الوطنية. إلا أن هذه الحقيقة غير موجودة عند بعض من يعتقدون أنهم مطالبون بالاختيار بين أن يكونوا مسلمين أو فرنسيين ويرون أن المسلم لابد أن يتبرأ من الفرنسية ومن فرنسا وقيم الجمهورية خصوصا اللائكية. وفي الحقيقة الكثير من الشباب يظنون بأنهم من كان وطنيا فقد خان الإسلام، ويجب أن تترك هذه المعتقدات”.ويعتقد الإمام أنه بإمكان الشباب أن يكونوا مسلمين ملتزمين بشرع اللّه وكذلك محترمين لقوانين البلد الذي يعيشون فيه وسط قيم الجمهورية التي يراها من قيم الإسلام: “حيث يتساوى فيها الفقير والغني وكلا منهما يدفع الضرائب. وفرنسا تعترف بالأديان من جانبيها الاجتماعي والثقافي، حتى إنها تحتفل بجزء من أعيادها كالنصارى واليهود”. وتأسف المتحدث ذاته عن محاولة البعض في المجتمع الفرنسي اليوم تغيير المفاهيم عندما يرغبون، حسبه، في جعل اللائكية ديانة ضد الديانات ضاربين بذلك بنود قانون 1905 عرض الحائط التي تنص على فصل الدين عن الدولة.على المجتمع الفرنسي احتضان المسلمين مثل اليهودودعا الشيخ، من خلال حديثه، المجتمع الفرنسي إلى احترام رأي الآخر مع محاولة التعايش من أجل خلق نوع من الشراكة في تطوير المجتمع في ظل مساواة أبناء الوطن: “المسيحي في كنيسته والمسلم في مسجده واليهودي في معبده والبوذي مع ديانته ومن لا دين له مع اختياره، شريطة أن يحترم كل واحد ديانة الآخر. وإذا اعتنق بعض المسلمين هذه الفكرة فلن تكون هناك مشكلة في العيش بين مسلمين وجمهوريين في آن واحد، بالرغم من أن الكثير من الإخوة يرون بأن هذا الطرح يتناقض مع الإسلام، وأنه في الإسلام لا يمكن أن يكون فصل للدين عن الدولة. إذن على المسلمين تقبّل فكرة انتمائهم إلى الجمهورية، وعلى غير المسلمين تقبل المسلمين كما احتضنوا اليهود سنة 1806 وتم بينهم الاجتماع الكبير الذي ضم نابوليون والجالية اليهودية، ومنذ ذلك التاريخ وهي تتعايش في فرنسا كأنها جزء منها وعندما تخاطبهم الحكومة لا تقول لهم (أنتم) وإنما (نحن)”.طلب المساعدة للقضاء على التطرف الدينيويرى مدير دار الثقافة الإسلامية بباريس أنه لابد من إصلاح عالمي للفكر الإسلامي بدعوة جميع الهيئات المسلمة والجمعيات المسلمة الجزائرية والمنظمة العالمية المسلمة للمساهمة والتضامن معا لمساعدة نظيراتها بفرنسا للحيلولة دون تطرف الشباب والإساءة إلى الدين وتشويه صورة الإسلام من قِبل بعض المشايخ والشباب العاطل، فالأمر مؤسف، يقول عبد العالي مأمون في ظل وجود العديد من الفتاوى الغريبة التي تؤسس للتطرف الديني.شباب جبان يحارب حضارة السلم والسلامواشمئز المتحدث نفسه لما وقع بمنطقة إيزار في شهر رمضان، واصفا ذلك بالبربرية الحقيقية: “وما زاد الحادثة قبحا اعتداء فاعلها على المسلمين بالدرجة الأولى ثم المجتمع الفرنسي بالدرجة الثانية وعلى المجتمع الدولي بالدرجة الثالثة”، مضيفا: “فمثل هذه الأفعال يراد بها تشتيت المجتمع الفرنسي والعمل على الإخلال بالتوازن والتعايش بين المسلمين وغير المسلمين. واليوم يتخوف الجميع من وقوع ما حدث في البلقان بين البوسنة والهرسك، والمؤامرة التي حيكت ضد الحضارة الإنسانية والوحشية التي تقمصت الزي الإسىلامي، لكن ليست لها علاقة بالإسلام. وهؤلاء وحوش يحاربون حضارة السلم والسلام والأمن والأخوة، ويريدون فرض القتل والفوضى على الإنسانية جمعاء”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات