الحديث عن قومية اللغة العربية تقزيم لعالميتها

+ -

يقول أستاذ الأدب العربي بجامعة ڤالمة علي طورش، إن اللغة العربية ليست لغة شعر فقط، ولكن أقول إنها لغة الشعر بامتياز. وهذا شرف لها تحوزه دون سائر اللغات لما تتمتع به من ليونة وثراء، وما أقصده هنا تحديدا أن اللغة التي اتسعت للشعر لا بد أن تتسع لكل العلوم ببساطة ويسر، وحديثنا عنها كلغة قومية تقزيم لهذه اللغة “العالمية” من دون مبالغة، فالرسول جاء رحمة للعالمين بلسان عربي مبين، لذلك وجب أن تتسع اللغة لتصبح لغة العالمين كذلك، وليس في ما أقول تجوّز ولا تضخيم، لأنه لا عيب في اللغة، لأنها إذا ما قورنت باللغة الإنجليزية أو الفرنسية فعدد حروفها أكثر بحرفين، وإذا ما قورنت بالعبرية، وهي ربما تكون واحدة من اللهجات العربية المتخلفة حسب بعضهم، فإن العبرية تتكون من 22 حرفا، أي أقل من العربية بستة أحرف إذا ما تجاهلنا الهمزة حرفا.ويبرر الأستاذ طورش تجاوزه لقومية اللغة العربية بكون الإسلام تأسس على كتاب عربي مبين، والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) مرسل للناس كافة، وهنا ينبه إلى نقطة جوهرية هي وجوب الدعوة للارتقاء بالعربية لتصبح لغة عالمية مسيطرة، وهذا طبعا لا يتأتى بالأماني، بل من خلال السيطرة الاقتصادية بالأساس، فالذي يحرك الاقتصاد يفرض أية لغة يشاء، ولو طور العرب التكنولوجيا لفرضوا لغتهم بالضرورة، لأن من يحتاجك هو من يرضخ لشروطك وقوانينك وليس العكس. ويرى أن تكريس العربية في الدستور أمرا طبيعيا، لأن العربية هي لغة الدين بالأساس، وهي أيضا لغة الفئة الكبيرة من حيث العدد، ومن الضروري أيضا أن نؤسس لباقي اللغات واللهجات لأنها جزء من القومية الجزائرية، لذلك وجب أيضا تجاوز العمل على تكريس لهجة دون أخرى، لأن في ذلك تفكيكا للوحدة الوطنية التي تتأسس على التنوع. فالجزائرية هي القومية الحقيقية، واللغة سواء كانت عربية أم شلحية فهي جزائرية بالأساس، ويجب أن نتعامل في هذا الموضوع بالطريقة ذاتها التي نتعامل بها مع الألقاب، ففي النهاية يجتمع الكل حول القومية الجزائرية مع جميع ما يتبعها من لواحق.ويدافع الأستاذ طورش في ذلك عن مكانة اللغة العربية من الناحية “العلمية”، مستغربا من طرح سؤال حول مدى صلاحية العربية لتكون لغة علم، ويرى أنه سؤال غير مؤسس، أو سؤال جاهل بحقيقة اللغة كلغة بشكل عام، وإلا كيف يصح منطقيا أن تكون لغة أقل ثراء من العربية لغة علوم، والعربية وهي أم اللغات وأثراها لا تصلح، هذا غير منطقي، ويرى أن كل لغة تضعف إذا ضعف رجالها والعكس.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: