"لدينا الوقت الكافي لإقناع الجزائريين ودخول التشريعيات"

+ -

يبدو مدني مزراڤ، أمير ما يسمى بالجيش الإسلامي للإنقاذ، متجاوزا لماضيه الذي كان فيه أحد أهم الرؤوس المطلوبة للدولة، وماضيا بجد لتأسيس “حزب سياسي في إطار قوانين الجمهورية”، يكون هدفه، وفق ما قال، “جمع شتات الفيس والانفتاح على باقي الجزائريين وإقناعهم”، تمهيدا لدخول “الانتخابات التشريعية” كأقرب استحقاق منتظر في الساحة السياسية. قال مدني مزراڤ، في تصريح لـ”الخبر”، إن تنظيم الجيش الإسلامي للإنقاذ سابقا قرر الانتقال من “تنظيم فئوي يدافع عن سمعة وشرف أعضائه إلى تنظيم سياسي يفتح أبوابه لكل الجزائريين، ويمارس نشاطه في إطار القانون الجزائري، ويطرح فيه برنامجا يثبت فيه كل ما كان إيجابيا ويطرح ما دون ذلك”.وأوضح مزراڤ أن “جبهة الجزائر للمصالحة والإنقاذ ستقدم أوراق اعتمادها لوزارة الداخلية وفق ما تقتضيه القوانين، وستنظم مؤتمرا جامعا ندعو إليه كل قدماء الفيس والجزائريين لنخرج بقيادة رسمية”. وحول ما إذا كان قد تلقى ضمانات بالحصول على الاعتماد، خاصة أن ملفات العديد من الأحزاب مجمدة في الداخلية، قال مزراڤ إنه يؤمن بـ”وجود الخيرين في كل مستويات الدولة” و”لا يتهمها بمنع الأحزاب من النشاط”، ولكن هناك من المسؤولين من هم فعلا “غارقون في البيروقراطية”.وأضاف مزراڤ أن حزبه “مستعد للانتظار شهرا وشهرين وحتى 6 أشهر، وقد كان ينشط التنظيم من قبل دون أي تصريح، لكن بعد تسليمه الاعتماد سيكون في موقف قانوني أقوى”. وبشأن الدوافع التي جعلته يقفز إلى هذه الخطوة، قال مزراڤ: “إننا لم نأت من العدم ونحن تيار يمتلك رصيدا كبيرا وترك بصماته قوية في الساحة، وقد كنا في التسعينات نجمع مليون مناضل”.وتابع يقول: “الذي حصل أن الشعب لما وثق فينا وأصبحنا نحن الحكام وغيرنا المحكومين، انقلبوا على إرادة الشعب ووقع الصدام والصراع والاعتقال في الصحراء، ثم جاءت المصالحة التي بعيوبها أعادت الأمن، لكن الظلم ما زال باقيا على التيار الذي انتخبه الشعب وحان الوقت لرجوع الحق لأصحابه”.أما خطوة مزراڤ القادمة، فهي كما قال “القيام بعمل نضالي يستهدف إقناع الشعب بمشروع يتبنى برنامجا متكاملا في الطرح وواضحا في المعالم، وعندما نشعر بأن الشعب معنا سندخل الاستحقاقات الانتخابية”. وعند سؤال إن كانت فترة سنتين التي تفصلنا عن التشريعيات كافية بالنسبة له، أوضح قائلا: “نعم ستكون كافية إن شاء الله”.وعن إمكانية استيعاب قادة الفيس التاريخيين ضمن هذا الإطار السياسي الجديد، أوضح مزراڤ أن “الجيش الإسلامي للإنقاذ هو الفصيل الوحيد الذي بقي محافظا على كيان الفيس بعد اعتقال قادته التاريخيين ومؤتمر باتنة”، ويحاجج بأن “الأيياس هو الفصيل الأهم والأقوى في الفيس بل هو الذي حفظ للجبهة بقاءها وإلا لكانت الخلية الوطنية التي تولت قيادتها بعد وفاة عبد القادر حشاني قد أذابتها تماما في تنظيم الجيا العدمي”.ڤمازي: “لا علاقة لقيادات الفيس التاريخية بحزب مزراڤ”وبالمقابل، يقول كمال ڤمازي، القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، إن “هذا المسعى الذي باشره مدني مزراڤ سمعنا به من الإعلام، وهو يخص أصحابه الذين أطلقوه، ومن حق هؤلاء الإخوة أن يؤسسوا حزبا لأننا نناضل من أجل أن تشمل الحقوق والحريات السياسية كل أبناء الشعب الجزائري دون استثناء”.ويوضح ڤمازي أن “قيادة الفيس التاريخية، ممثلة بعباسي مدني وعلي بلحاج وغيرهما، لا علاقة لها البتة بهذا الحزب، وهي متمسكة بالجبهة الإسلامية للإنقاذ التي عملت في إطار القانون والدستور وتم الانقلاب عليها، ونحن لا نريد تأسيس حزب جديد بديل للفيس كما لو أننا نحمله بذلك مسؤولية المأساة الوطنية وهو بريء منها”.وحول سر المعاملة التي يحظى بها مزراڤ الذي استقبله أحمد أويحيى في إطار مشاورات الدستور دونا عن بقية قيادات الفيس، يرفض ڤمازي الإجابة ويحيلها إلى “السلطة”. فهل ستتجرأ السلطة على كسر أحد أكبر الطابوهات السياسية في البلاد ومنح مدني مزراڤ الاعتماد بعدما أعادت له الاعتبار من طريد في الجبل إلى جليس في مقرات الرئاسة !؟ وإن حدث ذلك، فأي مبررات ستسوقها لضحايا المأساة الوطنية والجزائريين عموما الذين لا زالوا مفجوعين من آثار سنوات الدم والإرهاب؟

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: