"يسمحون للإرهابيين بالنشاط ويمنعون ضحاياهم من الاحتجاج"

+ -

شكل إعلان الأمير السابق للجناح العسكري للجبهة الإسلامية للإنقاذ، مدني مزراڤ، تأسيس حزب جديد سماه “الجبهة الجزائر للمصالحة والإنقاذ”، صدمة لجمعيات ضحايا المأساة الوطنية وكذا حقوقيين. وندد هؤلاء بالدافع الذي يسمح للسلطة بـ”أن تجيز لأمير سابق اعترف بقتله جزائريين سنوات التسعينات، عودته للحياة السياسية، فيما يمنع الضحايا من الاحتجاج السلمي في الشوارع للمطالبة بحقوقهم”.أفادت رئيسة جمعية “جزائرنا” لضحايا الإرهاب، شريفة خضار، لـ”الخبر”، بأن “النظام القائم هو من يشجع مدني مزراڤ وأمثاله على تأسيس أحزاب والعودة إلى الساحة السياسية، وأكثر ما يخيفني في هذه القضية بدأ منذ إعلان مدير ديوان رئاسة الجمهورية، أحمد أويحيى، أثناء مشاورات تعديل الدستور، تقديم مزراڤ كشخصية وطنية”.وتعتقد خضار أن “إعلان مزراڤ تأسيس حزب جديد لعودة “الفيس” المحل تحت تسمية جديدة، هو دفع جديد لترهيب الجزائريين تحت عنوان إما تقبلون الوضع الحالي أو نعود بكم إلى سنوات التسعينات، والدليل أن النظام يشجعون الإرهابيين على تنظيم جامعاتهم الصيفية في الجبال ويسمحون لهم بالعودة إلى النشاط، فيما يمنعون ضحاياهم من الاحتجاج في الشارع بطريقة سلمية، للمطالبة بحقوقهم”.وترى خضار أن “الجزائريين لن يقبلوا على الإطلاق بعودة “الفيس” المحل تحت أي تسمية كانت، وقانون المصالحة الوطنية الذي ندد به، وصل إلى نهايته، إنها جريمة أخرى ضد ضحايا الإرهاب ومساس بجزائر العربي بن مهيدي، بحكم أن أسباب نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، هي نفسها أسباب الوضع الحالي، أما الفرق بسيط وهو أن النظام يريد أن يعيش الجزائريون نفس فترة التسعينات”.ومن زاوية قانونية، يوضح الحقوقي نورالدين بن يسعد، رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، في اتصال مع “الخبر”، أن “قانون المصالحة الوطنية لا أظنه يسمح بتأسيس حزب لأطراف الأزمة، وقانونيا إذا لم يكن هناك حكم نهائي بإسقاط الحقوق المدنية والسياسية عن هؤلاء، صادرة بموجب عقوبة، فلا شيء يمنع من تأسيس حزب”.وأضاف بن يسعد أن “إعلان مدني مزراڤ تأسيس حزب لا يعني حصوله على اعتماد، فالإجراءات في هذا الخصوص واضحة ومعقدة وتوجد تجارب في الواقع تثبت ذلك، أما من الجانب السياسي فإذا أعطي له اعتماد فهو تجاوز للقانون مثلما كانوا يفعلون دائما”. كما التهب موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” بالتعليقات التي ترفض عودة “الفيس” المحل إلى الواجهة، تحت تسمية جديدة، ومن أبرز التعليقات نقرأ: “النظام يستغل خوف الشعب من تكرار تجربة التسعينات المريرة، لكنه يمهد لها من حيث يعلم جيدا أنها قد تكون خلاصا له يوما ما”، وتعليق آخر يقول فيه صاحبه: “هل تحتاج الجريمة إلى حزب سياسي يؤطرها؟ في ملف الاعتماد صورة كلاشنيكوف قتل بها زعيم الحزب شابا من الخدمة الوطنية في العشرين من العمر.. الكلاش لا أحد يستطيع انتزاعه من الزعيم القاتل”، حسب تعليق فايسبوكي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: