+ -

الرأي العام مصدوم هذه الأيام من بعض الأخبار المثيرة للقلاقل في الوسط الشعبي.. “الجنرال” مدني مزراڤ يقرر إنشاء حزب سياسي من بقايا الجيش الإسلامي للإنقاذ، وينشط سياسيا في اجتماعات علنية وفي أماكن حساسة أمنيا من الوطن.. (الشلف وعين الدفلى وجيجل) وهي عملية أنست الرأي العام الوطني حكاية استقبال مزراڤ من طرف مدير ديوان الرئاسة في إطار المشاورات حول تعديل الدستور!الجنرال حسان، الذي كان يكافح مزراڤ في الجبال قبل التوبة، يُلقى عليه القبض بتهمة تكوين عصابة أشرار مسلحة! ترى لحساب من كان يشتغل مزراڤ عندما كان في الجبال؟! ولحساب من يشتغل الآن وهو الذي يحظى بهذه الحماية الواضحة في نشاطه؟! ولمن كان يشتغل الجنرال حسان في الماضي ومن يناصبه العداء الآن؟! هل الأمر يتعلق بتبديل مواقع بين جنرالات في مؤسسة واحدة، أم هو محاربة إرهاب في تنظيم واحد؟! أم هي مجرد أخطاء قاتلة في موضوع إدارة الملف الأمني والسياسي اليوم.ما يحدث في موضوع علاقة المؤسسة العسكرية هذه الأيام بموضوع التائبين وعلاقتهم بالسلطة السياسية وبمسؤولين في مصالح الأمن، يدل على أن “الهوشة” الحاصلة في الدوائر الحساسة للسلطة قد خرجت إلى العلن، ونزلت إلى الرأي العام والشارع.. والأكيد أن نتائجها ستكون وخيمة على الجميع!لسنا ندري ما هي الحكمة السياسية من دفع الجنرال مزراڤ إلى الخروج عن التحفظ الذي يفرضه عليه قانون الوئام المدني؟! ولا نتساءل فقط عمن يدفع به ويحميه ليقوم بمثل هذه الخرجات؟! هل استقباله من طرف أويحيى في الرئاسة قبل عام كان بإرادة الرئيس.. أم بإرادة خارج إرادة الرئيس؟! وماذا كان يقصد من أخرج مدني مزراڤ من قمقمه؟!كل ما يمكن استنتاجه من عملية سجن الجنرال حسان من طرف الجنرال مزراڤ يدل على أن التناطح في سرايا السلطة لم يعد بين بشر، بل أصبح تناطحا بين “هوايش”، مع الاعتذار لصاحب رواية “الهايشة”!لا تسألوا لماذا يسجن جنرال في هذا الوقت الذي يعلن فيه جنرال تائب تحوله إلى جنرال سياسي!البلد الآن في عين الإعصار.. والتخلاط داخل المؤسسة العسكرية وفي الملف الأمني الحساس بهذه الطريقة يثير القلق البالغ.. ليس للجزائريين فقط، ولكن حتى للدول الغربية وعلى رأسها أمريكا، لأن عدم الاستقرار في شمال إفريقيا ستكون له الآثار المدمرة على الأمن في المتوسط وأوروبا الغربية، تتجاوز بكثير ما أحدثته الاضطرابات في الشرق الأوسط على الحوض الشرقي للمتوسط.. لهذا يزورنا مدير الاستعلامات الأمريكي في هذه الظروف الحساسة داخليا وجهويا؟! الله يستر بلدنا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات