+ -

تساءل رئيس المجمّع الوطني للمهندسين، عبد الحميد بوداود، عن مصير 40 مليار دينار التي رصدت لحماية المدن الجزائرية من الفيضانات من خلال ضبط بطاقية وطنية للفيضانات تتضمن إنجاز خريطة للفيضانات عبر كل بلدية من التراب الوطني، وقال: “إنه منذ 2010 والسلطات تقدم وعودا بشأن هذه البطاقية”، ويرى المتحدث أن 50 بالمائة من بلديات الوطن معرضة إلى فيضانات، بينها 23 بلدية معرضة إلى فيضانات ذات خطر عال وأزيد من 150 بلدية إلى خطر بدرجة متوسط.  أوضح عبد الحميد بوداود في اتصال مع “الخبر”، أن ما خلفته الأمطار الطوفانية بمدينة علي منجلي والخروب بقسنطينة وخنشلة وباتنة، يقود إلى استخلاص نتيجة واحدة، مفادها أن السلطات العمومية لم تستوعب درس فيضانات باب الوادي، وإلا كيف نفسر بأن 25 دقيقة، مدة تساقط الأمطار، كانت كافية لحدوث الكارثة بعلي منجلي.وتساءل رئيس المجمّع الوطني للخبراء المهندسين عن مصير 40 مليار دينار، غلاف مالي تم رصده بتاريخ 11 جانفي 2010 لحماية المدن الجزائرية من الفيضانات، من جانب تحصين هذه المدن ضد فيضانات قد تكون مشابهة لتلك التي حصدت أرواحا بشرية وخسائر مادية بباب الوادي سنة 2001، وتكون الحماية عن طريق ضبط بطاقية وطنية للفيضانات لأول مرة، وتتضمن إنجاز خريطة لكل بلدية عن الفيضانات المحتملة عبر إبراز الأودية التي تعبرها وباقي الخصائص الجغرافية المتواجدة بها، وذلك في إطار المخطط الخماسي 2010، 2014. وقال إنه بتاريخ 23 نوفمبر من سنة 2012، صرح وزير السكن والعمران بأن الدراسة الخاصة بإعداد هذه البطاقية الخاصة بالبلديات لا تزال جارية، وستكون جاهزة في خلال سنة، على أن تكون بمثابة خريطة طريق في مواجهة الفيضانات. وفي 8 ديسمبر من سنة 2014 أطلق وزير السكن تصريحات تفيد بأنه سيتم إعداد خريطة للفيضانات المحتملة عبر كل بلدية، ولكن إلى غاية اليوم لم نر لا دراسة ولا خريطة عن هذه الفيضانات في البلديات، يضيف.وواصل عبد الحميد بوداود “عندما حدثت فيضانات في جنوب إيطاليا يوم 10 أوت الماضي، اتصلت بالمرصد الوطني للأحوال الجوية وحذرتهم من مغبة حدوث فيضانات في مدن جزائرية خلال الأيام المقبلة، إلا أن أحدهم قال لي، إننا لم نحضر أي شيء للوقاية من هذه الفيضانات”. وبلغة الأرقام، يرى أن 50 بالمائة من بلديات الوطن معرضة لظاهرة الفيضانات، بينها 23 بلدية معرضة لخطر فيضاني عال، وهي بلديات تقع في الشرق (قسنطينة وباتنة وخنشلة..) ووسط البلاد (بومرداس والجزائر وتيبازة وعين الدفلى وبوفاريك وتيزي وزو..) وكذا غرب البلاد (وهران ومستغانم...) بينما توجد 158 بلدية معرضة لفيضانات أقل خطورة، فيما 500 بلدية أخرى معرضة لخطر فيضاني ضعيف. ويرى رئيس المجمّع الوطني للخبراء المهندسين، أنه لا توجد في الجزائر سياسة للمدينة، وقال إن إنجاز مدينة يتطلب 50 سنة على الأقل، إلا أن علي منجلي تم بناؤها في ظرف 10 سنوات لتضم 350 ألف نسمة، وهي الآن تحوي 150 ألف نسمة، وهي لا تتوفر على مقاييس إنجاز المدينة لا من الناحية الحضرية أو العمرانية. ويقول إنه على الرغم من أن وزارة السكن أصبح يطلق عليها وزارة السكن والعمران والمدينة، إلا أن هذه الوزارة لا تتوفر على أي سياسة ولا أي استراتيجية للمدينة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات