المخدرات الإلكترونية.. قنبلة موقوتة

+ -

هو نوع جديد من المخدرات بات يهدد حياة الشباب من رواد العالم الافتراضي، لكنه لا يتناول كباقي المخدرات التقليدية الشائعة، بل هو عبارة عن جرعات يتم تحميلها على شبكة الإنترنت على شكل ملفات تحوي أصواتا مضبوطة على ترددات مختلفة في كل أذن، تؤثر على وتيرة موجات المخ، وتتسبب في حالة من نشوة تتطابق مع تلك المترتبة عن استهلاك المخدرات التقليدية.أثير جدل كبير عن خطر هذه المخدرات الإلكترونية، بين من يراها سما جديدا يهدد حياة شباب الجيل الجديد ويفتك بمستقبلهم، ومن يقول إنه لا داعي للقلق ما دام الأمر متعلقا بشبكة الإنترنت ليس إلا، وأنه ينحصر في تلك الخوذة التي تنقل إليك الأصوات، وينتهي الأمر بنزعها من أذنيك. جدل دفع بنا إلى القيام بمحاولة تجريبية علنا نشعر بما يعيشه هؤلاء المدمنون.جرعة مخدراتأسدلنا الستار على الغرفة، فملأها ظلام داكن وأشرق نور خافت ظل ينبعث من شاشة الكمبيوتر فيضيء أرجاءها المظلمة. وضعنا خوذة فوق أذنينا وأبحرنا نجول ونصول في عالم الإنترنت بحثا عن مروج افتراضي قد نجد عنده جرعة مخدرات إلكترونية تسمح لنا بتذوق البعض من مرارة كابوس عالم الانحراف.ولكن للانحراف ثمنا مثلما هو الحال بالنسبة لباقي المخدرات التقليدية المتداولة في عالمنا الحقيقي، وبعد رحلة بحث قصيرة لا تبعد إلا بضع نقرات وجدنا أنفسنا أمام موقع إلكتروني يعد الرائد في ترويج هذه السموم الإلكترونية ذات الأضرار الحقيقية على مخ الإنسان.يعرض ذلك الموقع الإلكتروني على صفحته أنواعا كثيرة من الأصوات المخدرة، تحمل أسماء مخدرات تقليدية وأسماء أدوية وبعض الأسماء الجديدة المستحدثة، وسعرها حسب النوع والجرعة. ولعل أبخصها ثمنا لا ينزل عن 6.5 دولار، بالمقابل تصل أسعار بعض الأصوات الجديدة إلى أكثر من 200 دولار، وبعد إتمامك لصفقة الشراء يتيح لك الموقع فرصة تحميلها على شكل ملفات، ومن ثم استهلاكها باستعمال حاسة السمع.وككل بداية في عالم الانحراف، تجد أحدا يعطيك جرعتك التجريبية الأولى بالمجان، وبعد استدراجك يطلب منك تسديد فاتورتك التي حتما ستكلفك غاليا. كان الأمر كذلك على الموقع، فبعد نقرنا على ”خذ جرعة مجانية” وجدنا أنفسنا أمام مقطع وكأنه مقطع موسيقي لا تتعدى مدته 15 دقيقة!أخدنا نتذوق سمهم باتباع توجيهاتهم، فحجبنا شاشة الكمبيوتر لمنع تسرب نورها والابتعاد عن أي تشويش، وثبتنا الخوذة جيدا واستلقينا نستغل تلك الأصوات الغريبة في الظلام الداكن. للوهلة الأولى يتناهى إلى سمعك صوت صفير يبدو كأنه لا نهاية له، وتترامى إلى كلتا أذنيك أوتار مختلفة بالتناوب، تارة تسمعها بأذنك اليمنى وتارة أخرى تقتحم يسراك. كان مزيج من الأصوات الإلكترونية يرتفع وينخفض حتى يبدو الأمر كأنها تقترب من كلتا أذنيك، ومن ثم تبدأ في الابتعاد شيئا فشيئا.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: