+ -

 يرى البروفيسور عز الدين حلاسي، رئيس مصلحة جراحة المخ والأعصاب بمستشفى سطيف، أن المخدرات الإلكترونية خطر قادم في ظل التطور التكنولوجي الكبير، معتبرا خطرها أعظم من المخدرات التقليدية مثل الكوكايين وغيره، بحكم أن هذه الأخيرة تتطلب جهدا للحصول عليها وأموالا كبيرا، في حين أن المخدرات الإلكترونية لا تتطلب سوى ربط بالإنترنت وغرفة مغلقة بعيدا عن الأعين، في مقابل جرعة تخدير تفوق تلك التي توفرها المخدرات الصلبة.وعن تأثيراتها الصحية قال البروفيسور حلاسي لـ ”الخبر” أمس ”إنها آلة تدمير للأعصاب، كل الدراسات تأكد تأثيرها على الخلايا العصبية بشكل عام، وخاصة ما تعلق منها بالذاكرة والسمع، غير أن التأثيرات الحقيقية تظهر مع السنين، لأن عملية التخدير تتم عن طريق ذبذبات موسيقية مركزة على الأجهزة العصبية فقط”. من جهة أخرى نفى البروفيسور حلاسي ظهور أي من حالات الإدمان على هذه المخدرات في الجزائر حاليا، لكن لا يستبعد تواجدها مستقبلا، مشددا على ضرورة التوعية بمخاطرها الطبية التي تدخل أصحابها في حالة اكتئاب شديد وخلل في الأعصاب بشكل كلي، زيادة على إتلاف الجزء المسؤول عن الذاكرة القريبة التي تعنى بتخزين الأحداث القريبة، مثل تذكر مأدبة العشاء أو الغداء في اليومين الماضيين، فيما توصي الدراسات بضرورة إبعاد أجهزة الكمبيوتر عن غرف الأطفال والمراهقين ومراقبتهم بشكل مستمر، زيادة على وجوب ممارسة الرياضة بشكل دائم لتفريغ الشحنات النفسية الموجودة عندهم.المختصة النفسانية لانية دواودية ”المخدرات الإلكترونية لها نفس تأثير المخدرات التقليدية” وصفت المختصة في علم النفس لانية دواودية ظاهرة انتشار المخدرات الرقمية في أوساط الشباب بالخطيرة، مرجعة انتشار هذا النوع من المخدرات إلى سهولة اقتنائها، ناهيك عن النشوة التي تمنحها إياهم عن طريق ذبذبات صوتية تؤثر على الخلايا الدماغية. وقالت لانية دواودية في اتصال مع” الخبر” إن ظاهرة المخدرات تمس بالخصوص فئة الشباب الذين يعشقون تجربة كل ما هو جديد، بإرضاء فضولهم بالاستمتاع بعالم آخر وإدراك إحساس جديد، مشيرة إلى أن انتشار هذا النوع من المخدرات يكمن في سهولة اقتنائها، بحيث لا يضطر الشاب إلى التنقل لشرائها، بل إن تعاطيها عبر الإنترنت متاح ومفتوح على مصراعيها.وشددت المختصة النفسانية على ضرورة رقابة الأبناء، معتبرة تهاون الآباء وقلة وعيهم لخطورة هذا النوع من المخدرات في ظل توفر الهواتف الذكية من شأنه أن يخلق قنبلة موقوتة بعد عدة سنوات، موضحة أن تعاطي المخدرات التقليدية تحول إلى تعاط إلكتروني أو تعاط رقمي يحدث نفس التأثير الذي تحدثه المخدرات الطبيعية، مستهدفة هذه المرة كل شرائح المجتمع حتى الأطفال والنساء الماكثات في البيت، الذين يستحوذ عليهن فضول الولوج إلى المواقع الإلكترونية للاكتشاف.وعن إمكانية شراء مقاطع النغمات المخدرة عبر الإنترنت، خصوصا أن الجزائر لا تملك نظام دفع إلكتروني قوي يخول المدمنين القيام بعملية الشراء بسهولة، أفادت محدثتنا أن المراهق الجزائري لن يجد صعوبة في الوصول إلى هذا النوع من المخدرات، خصوصا حين يتعلق الأمر بالقرصنة واقتحام المواقع بطرق غير قانونية.رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعايا الشباب ”حان الوقت للتصدي لجميع أنواع المخدرات”أوضح رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعايا الشباب عبد الكريم عبيدات، أنه ”حان الوقت للتصدي لجميع أنواع المخدرات التي تهدد حياة الشباب الجزائري، بما فيها المخدرات الإلكترونية”.وقال عبيدات في اتصال مع ”الخبر” أمس إن هذا النوع الجديد من المخدرات المتاحة على شبكة الإنترنت يشكل خطر الموت على المدمنين عليها، كون تلك الأصوات تؤثر بصفة مباشرة على الجهاز العصبي للإنسان ومن شأنها أن تخرب أنسجة دماغه.ووجه محدثنا نداء إلى الأولياء يحثهم فيه على ضرورة مراقبة أبنائهم داخل وخارج المنزل، قائلا ”عندما يأخذ الطفل خوذة أذن ويغلق على نفسه داخل غرفة مظلمة، على الأولياء هنا التدخل ومراقبة تصرفاته قبل وقوع الكارثة”. وفي سياق الأخطار التي تترتب عن إدمان هذا النوع من المخدرات الجديدة، أوضح الخبير أن نتائجها الوخيمة لا تختلف عن باقي المخدرات التقليدية، إلا أن سعرها باهظ، ما يجعل المدمن ينفق عليها أموالا كبيرة تفوق حسبه 200 دولار، ناهيك عن الخطر الذي يحدق بصحته. ودعا عبيدات جميع الجهات الوصية من وزارة الشباب والرياضة ووزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال والأولياء إلى تكثيف الجهود للتصدي إلى هذه الظاهرة الخطيرة التي باتت قريبة أكثر من أي وقت مضى على الجزائر، وحان الوقت لمحاربتها في العمق وعدم الاكتفاء بالأرقام والإحصائيات.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: