منـع المسلمين من الأقصى خـارج أوقـات الصلاة قـرار خطير

+ -

شهد المسجد الأقصى، أمس، توترا شديدا بعد منع الاحتلال للنساء الفلسطينيات من الدخول إليه وتحديد مهلة ساعة للرجال فقط للصلاة ،كيف تقرأ هذه الصورة؟ هذه الصورة موجودة منذ قدوم الإحتلال، لكنها تضفي عليها اليوم طابعا قانونيا للاستحواذ على المسجد الأقصى، هذا القرار تطوّر خطير، ويريد الاحتلال بهذه الإجراءات وضع خطة وزير داخليته موضع التنفيذ، وهذه الخطة ترتكز على أساس السماح بالدخول إلى الأقصى فقط في أوقات الصلاة. وهذا التدخل يشير أيضا إلى أن الاحتلال يريد أن يتدخل في النص الديني وليس فقط في المقدس، بمعنى أن التدخل في أخص خصوصيات المسلمين، من خلال إلغاء نصوص دينية يعتبر جزءا من عقيدة المسلمين التي تحثهم على الرباط والتواجد في المسجد الأقصى بشكل خاص وشدّ الرحال إليه وانتظار الصلاة فهذه كلها جزء من العقيدة والدين.هل هذه الاجراءات تقود إلى سياسة مبرمجة ينفّذها الاحتلال لخدمة أهدافه؟ نعم، محاولة من جانب سلطات الاحتلال لتوجيه ضربة في عمق المسجد الأقصى، وهي أكبر وأخطر بكثير من توسيع التقسيم الزماني. فالاحتلال يريد أن يكون المسلمون ضيوفا على الأقصى، وربما يتجرأ على إلغاء بعض الصلوات تمهيدا لخطوة أكبر تصبّ في سياساته الهادفة إلى الاستحواذ على المسجد الأقصى وتحويله من مقدذس إسلامي إلى مقدّس يهودي، ولذلك الهدف الآن التوسع في المساحة الزمنية لصالح الاحتلال وتضييق المساحة الزمنية للمسلمين، كما فعلت في الحرم الإبراهيمي، فهي تسير بخطوات متشابهة ووفق تضييق متدرجّ وصولا إلى إلغاء الصلوات في المناسبة الدينية اليهودية.برأيكم ما هي نوعية الضربة التي سيوجهها الاحتلال للأقصى؟ الاحتلال لم يعد يفرّق بين الخطوط، ولم يعد يكترث بالخطوط الحمراء ويدوسها خصوصاً تلك التي تتعلق بالمسجد الأقصى، والاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون والاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، كما حدث مع عائلة دوابشة هي “بروفة” تمهّد لتنفيذ الاختبار الكبير الذي يعدّ له الاحتلال العدّة، ويدخل في ذلك إحراق خمسة عشر مسجدا وإحراق عائلة دوابشة في إطار التحضير للجريمة الكبرى وهي هدم الأقصى.المشاريع الاستيطانية في القدس وكأنها حوّلت مدينة القدس إلى مدينة غير معروفة للمسلمين، كيف ترى ذلك؟ مشاريع التهويد المتواصلة حولت القدس إلى مدينة ممسوخة، فلم تعد القدس تلك المدينة التي يعرفها الناس، بل هي مقطّعة ومنخورة تحت الأرض وفوقها في ظل ما تتعرض له من هجوم وحروب وطوفان من التهويد يريد أن يغرق كل ما هو عربي وإسلامي على مرآى من العرب والمسلمين، فالاحتلال يعمل بشكل مستمر تحت الأرض وفوقها، من خلال بناء البؤر الاستيطانية ومصادرة الأراضي ويحفر الأنفاق ويبني المقدسات اليهودية ويعمل على بناء شبكة طرق تصل بين المستوطنات وبالقدس.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات